الثلاثاء، 3 يناير 2012

الربيع والروح

بسم الله الرحمن الرحيم
////// الكتاب الاول////// رواية
(الربيع والروح)
......................A
--الهلال ساطع اعلى الماذنة؛والصليب لامع فوق الكنيسة؛فكلاهما متجاوران؛؛لا فرق بينهما وبين الصبيين اللذين يلهيين فى كرة واحدة؛ولا بين الاخوين اللذين يتصافحين باليدين.كانهما اليد الواحدة؛التى تسعى جاهدة نحو هدف واحد؛الا وهو  حب مصر الوطن الغالي؛فما هى سوى معتقدات دينية.تشير كلا منها الى ثقافات عدة.رغم اختلاف المذاهب بين انصار الدين الواحد،او الرمز الدينى الواحد.كا لهلال الاسلامى او الصليب المسيحى؛والذى يجتمع انصاره لرفعه ؛والترويج والدعوة لدينهم الذى ينتمون اليه؛؛فذلك من وجهة نظركل فريق.رغم ان الاسلام هوختام الرسالات النبوية من الله الى الانسان فى الارض وهوالدين عند الله.وهذا هوالراى السليم ؛لان جميع الانبياء والرسل منذ خليقة ادم.قد اقروا ذلك وكما اقرها الله عز وجل فى كتابه الكريم قائلا ./(ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف اللذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما تبين لهم العلم بغيا بينهم)صدق الله العظيم.وبالفعل ؛فها هى الفكرة  والحقيقة تظهر يوما بعد يوم ومع اذدياد قوة العلم.ليس فقط العلم الدينى او الروحانى ولكن ايضا العلم الد نيوى؛؛ الاجتماعى منه والطبيعى؛فلننظر جميعا الى اخر رؤية عن مراحل تشكيل الاجنةفى ا رحام الامهات0وهى ثلا ثة 00 ويقصد التشكيل وليس التكوين .عمدا.وتلك الحقيقةمن ابسط الدلا لات واقواها معا؛فها هى قدذكرها الله عز وجل فى كتابه  الكريم قا ئلا(_يخلقكم فى بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث ذالكم الله ربكم له الملك لا اله الا هو فانا تصرفون)00وها هى قد اقرتها الابحاث الحد يثة .وان ظن الكثيرين بانها دفاعا من المسلمين عن الاسلام.فهذا واجب دينى .لكنها ايضا ليست افكارا جزافية وانما  هى ابحاث مثبتة وهى مذكورة بالقران الكريم منذ نزوله بشكله ا اللغوى الجميل،،،،،؛فليسأ ل  علماء الطب  المختصين عن ذلك.

-----كانت الشوارع تبرق وتلمع.والسيارات المؤرقشة با لزينات والحلى من داخلها وخارجها تجرى باصحابها فى الشوارع والطرقات.والجميع من البشر.كل يجرى نحو هدفه المرجو.والمنازل والعقارات المرتفعة منها .والشاهقة الارتفاع بعض الشى.فى بعض المناطق؛؛فمنها الجديدة الجاذبة ,,, ومنها القديمة الدافعة ,لعدم النظر .فتلك التى تمثل  الجزء غير المنتظم من الدائرة ,فلا يكمل النصف 0ولا تحس انها الخط 00يحتار من ير سمها  بلوحة  من عظم انفراجها على شاطئ  البحر المتوسط,,لا يهدأ البال ,الا برؤيتها ،،؛تلك المدينةالعريقة التى تجمع القديم والحديث،القريب و البعيد؛تلك التى سكنها الابيض والاسود من انصار الاديان السماوية المختلفة على مر العصور.فتلك هى  الاسكندرية ,عروس البحر الابيض المتوسط.
-------فى احدى مناطق الاسكندرية.القديمة الطراز.ذات العمائر السكنية.التى تتبع احدى الجهات الحكومية.من ذوات الطوابق الستة؛تلك التى كان يسكنها شاب فى الخامسة والعشرين من عمره.وكان يدعى ربيع السيد منصور؛ذات الوجه الخمرى المدبب،والشعر الاسود،والعينين السوداءتين؛؛ذلك الشاب الذى حصل على بكا لريوس الهندسة من جامعة الاسكندرية.بتقدير عام جيد جدا.وتفرغ بعدها لادارة شئون اسرته.شانه فى ذلك شان الكثيرين من اصدقائه ورفاقه فى المرحلة الدراسية والمرحلة العمرية ايضا.اللذين يتركون لا حول لهم ولا قوة الا با لله العلى العظيم؛؛فيلازمون الشوارع والمقاهى ليلا نهارا؛لانهم ليس لديهم المواصفات الخاصة.كامثالهم القليلين من الشباب الاخرين؛اللذين شاء لهم المولى عز وجل با لحصول على فرصة عمل بواسة ظروف خاصة وجو خاص بهم ,كا لواسطة وما شا به 0او عن طريق تحسين القدرات والامكا نيات العلمية للازمة للشخصيةالشخصية, بالتعليم الخاص او بالدورات التدريبية اللا زمة فى الاونة الحالية ,من دورات حا سب ولغة 0وما شابه0اوما يسمونه فى اللغة الاجنبية الاولى(qualifications) .فما اكثر ذلك.وما اسعدها اللحظة با لنسبة لهؤلاء فقط.و ما اتعسها با لنسبة للكثيرين من اهل الطبقات الدنيا,اللذين لا يستطيعون ذلك...وما هى سوى عدا لة الله فى الارض ؛بواسطة عباده من البشر.عن طريق السعى والجهاد والتنظيم من الجميع،،،والا الانحراف والقتل والتشرد الجماعى.الذى لا علاج له امام اصحابه,الا بالصبروطلب الرزق من الله والسعى  وراء العمل المضغوط.
------------كان ذلك الشاب.الذى تركه وا لده وفارق الحياة بامر الله وتدقق الاخيرة لان البعض من سكان العالم يتصور ان العالم اقوى من ان يديره الاه؛؛؛فكيف ذلك والانسان من عدم وثرى وينتهى الى عدم وثرى وتبقى الروح التى لاكيفية لها الا ان تملك بواسطة قيمة جمالية لاتتصف بها اى من مخلوقات الكون باسرها وهو الله عز وجل. وكان ربيع فى السنة الاولى من الدراسة با لجامعة.وترك له اسرة مكونة من ام عجوزوابنتين.الاولى فكانت فى بداية مرحلة الدراسة الجامعية وكانت تدعى منى.اما الثانية فكانت فى اواخر المرحلة الابتدائية وكانت تدعى اسراء.ولم يترك لهم الوالد الا منزلا قديم الطراز؛مكون من طابقين؛؛الاول مكتمل.اما الثانى فكان مشيد فقط با لطوب الاحمر الظاهر اللون؛ذلك المنزل المجاور مباشرا لمنازل وعمائر تلك المنطقة.وكانت الوالدة تحصل على معاشا شهريا للوالد معدوم القيمة؛فما هم سوى ستون جنيها فقط لا غير.يستطيع الفرد الواحد ان يصرفهم فى اليوم الواحد فى منطقة مثل الاسكندرية؛العاصمة الثانية لمصر...ويدعو الله ان يكفوه؛؛فحاول ذلك الشاب السعى للحصول على وظيفة تساعده على كسب الرزق واستكمال العيش الاقتصادى والاسرى لهم.لاكتفاء قوت اليوم وكل يوم من الشهر.با لتدبير الشديد وعدم التبذير.فشاء له المولى عز وجل با لحصول على وظيفة عامل نظافة باحدى الشركات الخاصة الكبرى بالاسكندرية.باجر شهرى مائتى جنيه فقط لا غير.بعد رحلة بحث شاقة وبالكاد.
-------عاد الشاب من عمله ذات يوم.وكان الجوبارد جدا؛ممطر بغزارة.والجميع من حوله من اهل الغنى يلعبون فى الشوارع والطرقات ؛مشيا على الاقدام وبالسيارات.اما هو فيجرى منحنى الراس قليلا.لا تدرى اهو الخجل من النفس الفقيرة.والمقصود هنا فقيرة الاموال.ام هوالحياء الذى يملء وجهه دوما.فيا له من وجه مدبب خمرى اللون.وشعر اسود داكن كثيف.وثوب مكون من قميصا على الطراز الغربى.افرنجى يعرف اسمه كذلك.وبنطالا من خيوط الجينس؛القديمين .كان يبادلهما بعض الوقت باخرين من البناطيل القماش.اثنين فقط؛؛فالله وحده اعلم بالحال و قلة المال؛؛؛فلولا ما يتداركهم من نعمة من الله وفضل.للحصول على الطعام البقولى و الخضار رخيصى الثمن؛لباتوا جوعا .كان يجرى مسرعا قدما الى المنزل ليتفادى خطر الامطار التى قد اغرقته بالبلل.يجرى اعلى كوبرى طويل،عريض،شاهق الارتفاع؛؛؛والذى يدعى كوبرى(ستانلى).وعندما يذكر؛؛فتذكر الاسكندرية باسرها.ويذكر الجمال،الروعة.وتذكر اشياءا فوق الوصف و الخيال.ترى الجمال بعينه عندما تمشى  بها نهارا؛فما بالك بالليل.وما اروعه  ليل الاسكندرية .وما اجمل الاسكندرية باكملها ؛فليس لاحد خيار الا ان يرى بنفسه .وعندما عاد وجد الباب مغلق؛؛ فطرقه كالغريب.وما اكثر اغلاق النساء على انفسهن وهم من دون الرجال.وبخاصة فى مجتمعنا هذا.وما اصعبها اللحظة بالنسبة لهم او لغيرهم ان يكن وحدهن فى الطابق الاول.وبعدما طرق ثلاثة متتالية؛فسمعوا وتصنتوا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛فبادرت الام بصوتها سائلة/من الطارق؟
-/انا يا امى.انا ربيع
----اسرعت الجامعية بالفتح.ودخل ربيع بحزن والم يخفيهما فى بسمة مصطنعة لهم.ثم قالت الام بعدما قالتها الجامعية/حمدا لله على سلامتك
--الله يسلمكم جميعا.ثم قال /وماذا عن  الصغير ة. المرحة؟
؛؛فردت الام/الحمد لله.ثم قالت الكبرى/هى بالحجرة تلعب وتلهو فى عرائسها القديمة احيانا وتتجه للمذاكرة الاحيان الاخرى من اليوم.
------- انتبهت الكبرىلظهر اخيها المبتل بغزارة بالماء؛؛ فقالت له/لقد اخذت موجة الشتاء هذه كلها على ظهرك.دعنى اخذه واعرضه للهواء فى البلاكون.وهى تقولها بابتسامة مصطنعة؛الما عليه .لكيلا تعلمه بموقفها تجاهه.وما تتأساه من اجله.
؛؛فقال ردا على كلا مها/حمدا لله.المولى قد ستر.
..............................
A1………………………………………………………..
----كانت الام  اّنذاك جالسة على الارض؛لخراطة ملوخية خضراء على منضدة خشبية قديمة فى صحن المنزل(الصالة الواسعة الخالية من الفرش).كانت تحضرها لوجبة الظهيرة؛فقالت فى الم واسى متخفيين؛حزنا على الابن/خذى يا منى السويتر من اخيكى وضعيه على مناشر البلاكون
؛؛؛فردت / اجل يا امى هذا ما كنت سافعله دون ان تقولى
---بالفعل قد اخذته.وذهبت به الى البلاكون القديم الضيق.فى الطابق الاول.واثناء ما كانت تضعه وجدت امامها الجارة النصرانية السيدة دميانة.والدة مرقص زميل اخيها ربيع فى الدراسة منذ ان جاءوا الى الاسكندرية.وكان ذلك وجه التعارف بين الاسرتين.فقالت لها الجارة وهى تنظر اليها/ كيف حالك يا منى؟.وكيف حال والدتك؟والاسرة جميعها؟
--/الحمد لله .الجميع بخير..ثم قالت/وكيف حالكم؟
-/بخير.نشكر الرب.ثم قالت /ابلغى سلامى الى الوالدة والاسرة كلها.
--.ان شاء الله .سيصل
-----تحول ربيع الى الحمام,ليلطف جسده بقطرات المياه الساخنة .من هموم العمل ومتاعبه.بعدما اعطى لاخته السويتر.وبعدما خرج وذ هب الى حجرته ليستريح بعض الوقت؛؛؛فسمع اخته الصغيرة تلهو فى العابها وتسهووتخاطب العروسة التى معها وتخاطب نفسها هى الاخرى؛؛فاخذ يقول هذا هو عمر اللهو؛فكنا مثلهم.ما ندرى بخبايا الزمن؛؛؛فما يصطدم الذكور من امثالى بواقع الامر الا فى مثل عمرى هذا. وبعدما تنتهى الدراسة الجامعية مباشرا.ثم اخذ بعد ذلك يفكر فى مصيره ومصير اختيه؛؛فاخذ يتحدث الى نفسه ويقول/كيف ستتزوج الكبرى والصغرى ايضا؟!
........كيف ستكمل الصغرى مراحلها الدراسية. ومن اين سنحصل على الاموال؛لاستكمال تعليمها فى المستقبل؟!و................كيف؟!........كيف؟!..............كيف؟!
ثم اخذ يقول مرات اخرى.وما هو مصيرى انا؟؛؛فكيف ساتزوج؟ومن؟؛؛؛فانا ابن لمن؟
......واخذ يقول فى حسرة شديدة والم على وضعه....هل انا ابنا لشخصية  ثرية0 او شخصية لها ثقلها بالبلد0اوشخصية لها وزنها بالحكومة؟..اوابنا لرجل اعمال؟..او ابنا لشخص اخر من اصحاب الحظ السعيد.سعادة المال والاحوال؟.........الحق اننى لا ابنا لهذا.ولا هذا.ولا هذا.ولا ذاك..ثم قال/اللهم ارحمنا وارحم امثالنا دنيا واخرة؛؛فطرقت الام باب حجرته بغتة.بعدما سمعت بعضا من كلامه؛؛فقال/من بالخارج؟
؛؛؛؛فقالت/ انا يا ربيع. انا يا ولدى.,,,,فرد الابن على الفور /تفضلى يا امى,ادفعى الباب ,ثم ادخلى
؛؛؛؛فدفعت الام الباب ,ثم دخلت الام ,قائلة/ياولدى.لقد سمعت بعضا مما قلت..اصبر يا ولدى؛فكم ان الصبر جميل.وكم ان الفرج قادم باذن الله.انا اعلم انك تلقيت العبء مبكرا.لكن هذا امر الله؛؛فوالله لو لم اكن مريضة؛لذهبت انا سعيا وراء الرزق؛فرد عليها بدهشة ولهفة/لا يا امى .والله حتى وان كنتى بلا مرض؛فقالت له/اذن؛؛فاذهب وكافح واصبر؛؛؛فالله معك والفرج منه.
.................................................................
B…………………………………………………………..
---------وقفت سيارة فخمة.من طراز فريد؛؛فلا هى بافخم الانواع ولاهى بادنى الاسعار.حيث بدء منتصف الزقاق الضيق...الذى وجدفيه صاحبها عمرو المازنى؛والذى كان يقرب فى العمرالى عمر ربيع تقريبا.انه بلا مفر من ارتكان سيارته على جانب هذاالممر.حيث المكان الذى توقف فيه؛؛فلا يستطيع الدخول اكثر من ذلك؛نظرا لضيق الممر الشديد.وذهب يكمل مشواره مشيا على الاقدام؛؛قدما الى منزل خالته واسرتها. ولم يجد فى طريقه الامحلا واحدا مفتوحا.اما باقى المحلات ؛فكانت مغلقة؛؛؛فكان الوقت الواحدة بعد ظهر يوم جمعة فى شتاء ذلك العام.وكان الجوساكن ،هادئ البرودة،معتدل..والشوارع والطرقات ساكنة الى حد ما.وكذلك اصوات البشر خافتة الى حد قليل.حتى الجماد يملئه السكون بعض الشئ؛؛احتراما وتقديرا لهذا اليوم
---وصل عمرو الى باب المنزل.فطرقه.فرد من بالداخل جميعهم فى نفس صوتى واحد.اثناء الجلوس لتناول وجبة الظهيرة/من بالخارج؟؛فاخرى/من الطارق؟
؛؛؛فرد عليهم على الفور/انا.اناعمرو.عمرو المازنى
ادركت الاسرة الصوت وتيقنته؛؛فقالت الام لولدها/افتح يا ربيع.انه عمرو .انه ابن خالتك
؛؛؛؛فقام ربيع وفتح؛فوجد امامه نجل خالته؛فقابله بالتعانق والاحضان.تلك التى دامت لدقيقتين متصلتين..؛؛؛.فيا لها من وحشة شديدة.ويا له من طول انتظار.ثم قامت الاسرة جميعا معا للترحيب به وقالت فى مخرج صوتى واحد/تفضل.تفضل.تفضل الطعام
---/اشكركم جميعا .لم اعد استطيع ان ادخل بمعدتى اى طعام توا.اننى قدمت الان من محل عملى بالقاهرةوجئت اليكم مباشراوفطرت قبل ان اتى اليكم.من الواضح اننى ازعجتكم بغتة؛؛فلم تستطيعوا جميعا استكمال طاقتكم من الوجبة هذه
؛؛؛؛فردوا جميعا ,ردفا000كادت اصواتهم ان تتداخل ,قا صدة نفس المعنى /لاتقل ذلك.الحمد لله؛فقد شبعنا وامتلئت امعاءنا.كفى ,فما بقى للجوف ان يتنفس ,الا قليلا
.................................
B1……………………………………………………………..
--------كانت  الطعام متراص اّنذاك على منضدة خشبية؛؛قديمة الطراز؛صغيرة الحجم؛قصيرة الارجل؛؛؛والموضوعة على حصير قديم على الارض.كعادتها تحتوى على الخبز المدعم واطباق من الفول وبعضا من الخضروات الاخرى.فما كانت تمتلء بانواع اخرى من الاطعمة البروتينية الا اياما قليلة من الشهر.تقارب المرتين من اللحوم الحمراء والمرتين من اللحوم البيضاء خلال الشهر.اما اسر اخرى فى المدينة هذه وغيرها.فجميع ايامهم كانت من اللحوم بجميع انواعها؛فكان ربيع يتعجب بعض الوقت ويسأل نفسه .عندما يشتد غضبه وبؤسه من سؤء حالته.قائلا/ااّه.لو كان لنا نصيب مثل هؤلاء.ومن طعام هؤلاء.ولو ليوم واحد...وهو ينظر الى الاشخاص التى تجلس يوميا.بالمطاعم الفارهة بالاسكندرية..ثم يحمد الله بعدها على ما هو عليه  من حال وعلى اية احوال؛؛؛؛؛؛فهذه هى بؤرة الخطر والارهاب والدمار؛فما اكثر عدس الفقراء وبصلهم وبقولياتهم.وما اجملها واكثرها شهوة لديهم.فتلك اذن نعمة من الله عليهم.وما اكثرها كرها فى نفوس الاغنياء مما يكررونه منها التى يكثرونها على سفرهم .
----اصطحب ربيع نجل خالته الى الصالة الواسعة.واخذ يرحب به.قائلا/كم ان البيت منير .لقدومك.والجميع منا سعيد
--/الله يوفقك لما تحبه يا ربيع؛؛فالبيت منير باصحابه.ثم اخذ بعد ذلك ينظر لجدران المنزل القديم وحوائطه؛؛المدهونة بطلاء الزيت ويتفقدها بعينيه ويقول/يا لها من وحشة ولهفة....؛؛فانا لم اعد ازوركم منذ فترة طويلة.
............................
B2…………………………………………………..
-----------كان عمرو جالسا اّنذاك على مقاعد خشبية على الطراز القديم؛؛والتى تعرف باسم الكنب البلدى و الموضوع فى الصالة.اما بقية ارجاء المكان فكانت؛؛الحمام والمطبخ الصغيرين الحجم؛وثلاثةحجرات اخرى؛؛احداهما مضغوطة المساحة وكانت من نصيب ربيع.اما الاخرتين؛فالاولى للام والثانية للابنتين؛فعندما يرى احدا المنزل نصب عينيه؛؛فليس له الا ان يقول يا ظروف الحياة الاقتصادية ومتاعبها كونى بامر الله بردا وسلاما عليهم و على امثالهم الكثيرين؛لانهم الفقر بعينه؛فهم حقا اصحاب الوجوه التعيسة الاحوال.لا سيما انها الاقتصادية؛والتى تاخذ فى خطواتها وبين قدميها الاف وملايين البشر.منذ قدم الزمان وتجعلهم فى ظلمات من النواحى الاخرى المختلفة كالاجتماعية اللازمة من التعليم والصحة....الخ؛فلولا فضل الله عليهم ورحمته وما تقدمه لهم الحكومات من خدمات للتكافل الاجتماعى والدعم؛لكان ايسر عليهم ان يعيشوا كالحيوانات الاليفة المفترسة؛والتى يقوى فيها اقواهم واكبرهم حجما على الضعيف فيهم واكثرهم ضعفا؛فتكاد تكون هذه الالفاظ ظاهرة بالفعل على وجوههم.الا انهم يخفونها بفضل الله باشياء مصطنعة.
-------اثناء ما كانت الاسرة جالسة باسرها فى صالة المنزل.وكان ربيع يجلس. حيث الامام المباشر لعمرو والام جالسة بجوارهم؛فعندما لاحظت نجل شقيقتها ينظر ويدقق النظر بعينيه الى صورة موضوعة على الحائط امامه؛؛فوقف  واخذ يبكى ويبكى عندما راء صورة والدته معلقة على الحائط نصب عينيه؛فوقفت خالته مسرعة عندما رأته فى تلك الحالة التى لاتجدى ابدا.الا بالحزن وكثرة البكاء والهم وقالت له/لاتبكى يا ولدى.فكلنا لها وانا لله وانا اليه راجعون
؛؛؛؛فسألها/منذ متى وهى مبروزة وموضوعة على الحائط؟
--/منذ فترة قصيرة؛فهى تفكرنى بها دائما.انها كانت قريبة جدا الى قلبى واحب الناس اليه
؛؛؛؛؛؛فاسرع المازنى قائلا/ الله يخليكى يا خالتى ؛فأنتى من رائحتها .وانتى من تجعليننى فى صبر .وبأمر الله اولا؛لمفارقتها  ..طيلة هذا الوقت.
----قام ربيع منزعجا واراد ان يقول شيئا.مصحوبا بدرجة من الانزعاج الشديد.جعلت الاسرة جميعا وعمرو ينظرون اليه بلهفة وكأن شيئا ما قد استجد ولم يستجد شيئا.وبعدما نظرت اليه الاسرة؛؛سمعا لما يقول؛فوجدته يستعد لاطلاق كلام بصوت عالى؛فقال بالفعل/عمرو00أنسيت الموعد؟
--/أى موعد؟
-/موعد ما أتفقنا عليه سا بقا....لقاء عبد العزيز بك الشربينى..اقصد بكلامى
؛؛؛؛فقال له لفظة  تقرب للعامية او الدارجة المعتادة/يا سلام يا اخ ربيع.ثم قال/اذلك الذى الهفتنا بسببه؟
؛؛؛؛؛فرد/اجل...الم تكن متعودا على ذلك الموعد للقاء معه؟.الم تعد مخلفا لميعاده.ام نسيته. ام واعدته بميعاد اخر؟!...يا عمرو.انت تعلم مقدار الحب الشديد الذى يبادلك به دون مقابل ويعتبرك مثل ابنه بالضبط.بل نجله الثانى.وانه كان يعتاد مقابلتك كل جمعة.كى تعرض عليه الموقف المالى للشركة التى يديرها.الم تعد قائلا لى ذلك الكلام من قبل
؛؛؛؛؛فردعليه بكل بساطة/نعم قد قلته؛فهويثق فى شخصيتى ثقة عمياء.بعدما تعرفت عليه فى لقاء سابق لمندوبين من شركتنا بالقاهرة مع مندوبين من الشركة التى يديرها هو ورفاق له واصدقاء من الفرنسيين والالمانيين؛ وغيرهم الكثيرين.كخصخصة بالادارة فقط مقابل نسبة من الارباح.ليس ذلك مع الشركة فى الاسكندرية فقط ولكن مع شركات اخرى عديدة حول العالم.ولا تقلق ابدا يا اخى.لقد اخذت منه موعدا اخر واتفقت معه عليه.كى يقابلك فيه وساصطحبك معى اليه غدا.سنبيت هنا الليلة وباذن الله غدا سنذهب اليه على الفور
؛؛؛فتعجب ربيع وهو فى حالة من الفرح الشديد.لما يامل فيه ان يكون.من فرصة عمل مناسبة.واجر يناسب ويكفى ظروف المعيشة.وقال/ماذا تقول يا عمرو؟!.اهذا صحيحا.انا لم اعد اصدق ما انا عليه من حال الان
؛؛فرد عليه نجل خالته بكل بساطة متعجبا/لماذا لم تصدق.؟!؛؛فهذه هى الحقيقة كما اعلنتها لك بالضبط.
.................................................................
c……………………………………………………………
--------اصطحب المحاسب النبيه؛الذى قد دخل الى عقل الباشا.فاعجبه فنه ومهارته...نجل خالته.الى فيلا الباشافى اليوم التالى. فى سيارته؛تلك التى كانت مصحوبة بفتحة فى السقف.واخذ يمتعه بالجرى فى الشوارع والطرقات؛ليشموا هواءا نقيا على كورنيش البحر الابيض المتوسط.قبيل موعد اللقاء بدقائق وعندما اقترب الموعد؛ففروا بالسيارة الى الفيلا مباشرا.واخذ ربيع يتفقد المناظر الخلابة ومتعة الاستجمام بالسيارة وشم الهواء النقى على شاطئ وكورنيش تلك المدينة الرائعة.اثناء الترحال بالسيارة وطيلة فترة الذهاب وراح يسترخى بعض الشيى فى اماكن عدة كان من بينها سيدى بشر.والمعمورة؛ والمنتزه ؛والمندرة وغيرهم ؛؛؛فتلك هى حقا المدينة التى تتمتع بميزة نسبية امام مثيلاتها حول العالم.وان تندرالميزة هذه بعض الوقت؛فمن الاستغلال السيئ للبيئة.خاصة وان الانسان قد اصبح فى الاونة الاخيرة مستخدم غير صديق للبيئة على الاطلاق؛؛وهذه من اخطرقضايا العصر حول العالم باسره؛؛؛فليس حلا لها؛ الا ان يحاول الانسان التقليل من استخدام الاشعاعات  الذرية والكهرومغناطيسية والملوثة على اختلاف انواعها واشكالها الضارة
--------وصلا الشابان.فوجدا الوابة الخارجية للفيلا مفتوحة على الوسعة منها؛؛فدخلا بالسيارة فى الممرالرئسى للفيلا؛؛الطويل؛المتسع العرض والمؤدى الى السلم الامامى للفيلا والمحاط بالتماثيل من الجانبين؛تلك التى كانت مرسومة على هيئة حيوانات برية اليفة كالذئاب والاسود؛فوقف ربيع ينظر ويستمتع بالمناظر الخلابة.والابداع الربانى؛الذى وهبه الله للانسان فى  مليا رات الخلايا العقلية الكائنة بالمخ؛فجعل له عقلا وفكرا عن باقى مخلوقاته الاخرى؛؛ليبدع ويصمم ويشكل وينتج ما يريد .شريطة الا تكون مخالفة لشريعته فى الارض.على اختلاف اديانه ورسالاته لبنى ادم على الارض ومنذ خليقة المذكور اخيرا؛فراح ربيع يفكر فى حالتة وحالة منطقته التى يسكنها وخاصة الرديئة منها والواقع بها منزلهم؛فيفكر كثيرا فى مشاكل وازمات السكان وازمات الصرف الصحى فى اماكن الاذدحام السكانى باسرها وقارن بين ما يشمه من هواء نقى ورائحة جميلة هنا ما هو متاح من شم ورائحة هناك؛؛؛فتحسر بالفعل على ما يمكن ان يكون سببا واضحا  للا حساس بالفروق وما يتولد عنها من احا سيس غضب وتمرد 0قد تدفع اناس الى الانحراف والسرقة  وغيرهما وقال بداخله/أوليس من حقا هذا ولو ليوم واحد؟.وعندما انبهر بهذه الفيلا ؛فراح يسال عمرو وهو فى حالة.لايصدقها وغير متصور لمعناها/اهذه فيلا يا عمرو؟..فهو غير مصدق 0انبهارا بما رءاه 0مبيتا فى داخله امر الفوارق الاجتماعية..
-/نعم .وما الغريب فى الامر يا ابن خالتى؟
؛؛؛؛؛فرد عليه وهو مندهش/اهذه فيلا .والله يا سيدى كلمة قصر. قليلة عليها
؛؛؛؛؛فاعقبه عمرو بالرد ؛ليريحه/يا اخى الفاضل.انا اقول لك هذا الكلام وبكل بساطة واسئلك وما ادرى لما تلك الدهشة التى انت بها؛فانا اعلم ان هناك ما هو افخم منها بكثير
؛؛؛فاندهش اخرى وسأله/ماذا تقول يا عمرو.اهناك افخم من ذلك؟.ارجوك لا تجعلنى اثور من الدهشة
؛؛؛فرد عليه بكل هدوء قائلا/يا ربيع يا حبيبى . انا اقول لك هذا الكلام؛ لانى اعلم جيدا ان هناك بالفعل ما هو افخم منه.اما سعت من قبل او رأيت ما يحدث مع ولاصحاب النفوذ وخاصة فى الدول  النامية المختلفة؛فانت طيب جدا يا ربيع.وبلا حدود.ثم قال/للغاية يا ابن خالتى..وهو يضحك بشدة.والاخر يتحسر؛فما يمنعه عن فعل منكر .الا مثاليته.التى قد ورثها عن والديه.الا انها الغيرة التى تولد فى قلبه الحقد بعض الشئ؛فتجعله يفكر دائما.
..................................
C1………………………………………………………………
------راحا ينظران بعد ذلك سويا .طيلة الفترة التى لم يلقيا فيها احدا الى المناظر الخلابة من حولهم للاشجار ونباتات الظل ونباتات الزينة والنجيل الطبيعى اللامع فى الارض .الى ان وصلا الى ممر اخر فرعى ضيق؛؛؛فمشيا فيه ؛فوجدا رجلا عجوز، كبير السن ،نحيف الجسد،قصيرالقامة؛كان يروى الاشجار ويرشها بواسهة خرطوم طويل.كزيادة فى الرعاية والضمير والاتقان فى العمل وما اقلهم فى زمننا هذا.الا مع القليلين جدا من الناس.وما اعدمهم قيمة اصحاب الضمير الغائب ...ورغم ما كانت تمتلا به الحديقة من رشاشات الرى بالرش والتنقيط..فسالاه/من فضلك. اين عبد العز يز باشا؟
؛؛؛فسالهما وهو منحنى الظهر ماسكا بشجرة زينة ارضية.يقطف منها اوراقا قد زبلت/ومن انتما؟
؛؛؛؛فردا معا/اننا صديقاه ولدينا ميعاد هام معه
؛؛؛فاحس الجناينى بعدها بصوت عمرو وادركه؛فاستدار؛ليطمئن فؤاده.ولما استدار ؛فوجده نصب عينيه؛فقال/عمرو بك..اهلا وسهلا.انا متاسف للغاية.لم اعد ادرى بصوتك مباشرا.اسف يا بنى.فالعتاب واللوم على السن والكبر.فله تقديره.اليس كذلك؟
--نعم..انا اردت ان اداعبك.فليس .الاان اعلم موقفك بدقة ايها العجوز.وهو يقولها بكل حنان وشفقة .لا سخرية على الاطلاق.ثم ساله/لماذا لم تستريح بالمنزل.وتقوم باجراءت للمعاش.اما وصلت الستين؟
--/اجل..فماذا تقول ؟.منذ فترة طويلة..؛؛؛فسنوات هى...انا لا استطيع البحث ولا القيام باجراءات التقديم .حتى ولواستطعت وان كانت بواسطة اولادى؛فعلى كم من الاموال ساحصل؛؛انها جنيهات قليلة؛معدودة؛معدومة القيمة؛لاتستحق منى السعى ورائهاومن الممكن ان تخرج روحى الى ان ياتى وقت البدء فى الصرف .المهم فى الامر.اياك واخلاف الميعاد.اذن.فعليكما بهذا الممر الفرعى
؛؛؛؛فسال عمرو.واعقبه ربيع مندهشين/ممر اخر.مرة ثالثة؟
--/اجل.كى يوصلكما الى الباشا.انه يقص الاشجار الخلفية للفيلا؛فهذه هوايته.وبالتاكيد انه منتظركما..ثم شاور بيده اليمنى,رافعا زراعه00 قائلا/تفضلا.
.................................................................
D………………………………………………………
----
----------كانت مقهى بالاسكندرية؛ كبيرة الحجم؛ضخمة المساحة...يمتلكها شخص طويل القامة؛عريض الكتفين؛غليظ الملامح؛اجش الصوت؛مخيف فى مظهره0.كانت قهوته ممتلئة بالزبائن ليلا نهارا.يعمل بها من الشباب والفتيات..؛؛؛فاللجميع ا ن يسميها ويجعلها كوفى شوب على مستوى عالى من الجودة.يشمل مطعما كبيرا.وكان يحب مداعبة الفتيات العاملات لديه فى القهوة.وما اكثرهن تواجدا فى خدمات الفندقة وما شابه ذلك وما احبهن لها وما اكثرهن جمالا وما احبهن للمداعبة والغزل والضحك البارز هناك.وليس للجميع منهم حب هذه الامور ؛فليس لاحد ان يعمم على فرد او يشخص على جماعة. بسلوك معين يسوء اليه او اليهم؛فكم من الخلوقين تلقى فى اماكن التشرد .وكم من الفاسدين تلقى فى اماكن الخلق ؛فكان فى ذلك اليوم قد امتلئت القهوة كعادتها بالزبائن.وها هو المعلم يداعب الفتيات العاملات لديه.ومرعلى القهوة اّنذاك رجل يرتدى جلبابا ابيض وعلى يمينه شخص يرافقه ويتحدث اليه فى امور خاصة وكان يرتدى هو الاخر جلبابا ابيض وكان صديق ربيع فى الدراسة الجامعية ؛الذى تفرغ هو الاخر بعد انهاء الدراسة لامور اللاهوية.ويبدو انه كان من اهل المنطقة التى تقع بها القهوةوالبعيدة بمسافة عن منزل ربيع واسرته. وكان ذلك الشخص المرافق لوالده مطلق اللحية ؛؛ينتمى الى الجماعة السلفية فى الاسكندرية.لكنه كان له نشاط اخر سرى يمارسه دون علم والده.ما يرتضيه الكثيرين فى المجتمع حتى من اصدقاءه ورفاقه فى الجماعة السلفية التى كانت تجتمع فى مساجد خاصة بهم. لتعطى دروس علم فى الاخلاق الحميدة والصفات الكريمة والعلوم الدينية الاخرى.ولا يرتضيها الكثيرين فى المجتمع؛فكانت جماعة ارهابية سرية.تعطيه مبالغ سرية ضخمة.قد جذبه اليها احد اصدقاءه  بعد الانتهاء من الدراسة دون ان يعلم عنه احد.وما اكثرها الان تواجدا وما اضرها بالمجتمع باسره .حتى هم.وما تحتوى تلك الجماعات على ذوات اللحية فقط؛لاغراض دينية.لكنها كانت تحتوى على افراد عاديين لاعمل لهم ولا هوية وقعوا ضحايا للمجتمع ولانفسهم؛فما اكثرها اشكالا وانواعاوالوانا الان..؛؛فما ان سمع ذلك الشخص للمعلم يفعل ما يفعله ويقوله. حتى قال/الله يلعنك؛؛فلعنة الله عليك وعلى امثالك
؛؛؛؛فرد عليه والده فى التوبكل حماقة.والذى لاينتمى لجماعة ولايصطحب لاحد فترات طويلة من الزمن.رغم انه كان محدد اللحية بالشعر الخفيف المتناهى الصغر؛فكان لله وللعبادةولنفسه فقط/لما يا بنى هذه؛؛فاللعنة محرمة.حتى للكائنات الاخرى التى لا تنطق
؛؛؛؛؛فرد عليه بدرجة تفوق حماقة الاب/يا والدى. اما تدرى ما يفعله؟؛؛فتالله .ان لم يكف عما يفعله.سافعل ما اراه واجبا معه ومع امثاله
؛؛؛؛؛فقال له الاب وهو فى حالة نفسية سيئة.مما يراه من نجله الوحيد/يا ولدى.انظر لمستقبلك.فوالدتك كم اوصتنى بك قبل ان تموت.وانت الان ادخلت نفسك فى قنوات انت لا تدرى بخطورتها؛فكم من المرات جاءتنا حملات بوليسية الى المنزل.يسبب ما تفعله.وكم من المرات انقذتك بمعارفى وشهدت معك واقسمت من اجلك.فكف يا ولدى وعش مثلما يعيش الناس.واتقى الله بقدر ما تستطيع فى كل امور حياتك ولا تفعل المحرمات وراح الاب يتفكر بعدها ويفكر ولده بالحملة البوليسية السابقة التى حضرت للمنزل عندهم بغتة.للقبض عليه.نظرا للاشتباه والاتهام الموجه اليه.ثم قال/؛؛؛فلولا فضل الله يا ولدى ومن بعده كمال باشا.ولولا ان لى شان عنده .لكان فى الامر اشياء اخرى كثيرة
؛؛؛؛؛فرد الابن وبكل بساطة دون عذر للوالد او نظر لحالته السيئة/يا والدى العزيز.هذا واجب دينى عليا وعلى كل المسلمين
؛؛؛؛فاعقبه الاب بحماقة وصوت عالى/انسيت قول اله عز وجل.اعوذ بالله من الشيطان الرجيم/(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).صدق الله العظيم
؛؛؛فرد الابن قائلا/صدق الله العظيم.....ثم قال الوالد/ ليس الامر كذلك يا بنى .لكن من يريد الدعوة ؛فعليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى احسن.واثبات البيان ودلائل وعظمة القرءان..ثم قال يابنى/انت وامثالك الضحايا؛؛الفرائس،كباش الفدى.يا بنى انتم تخضعون لقرارات اناس.لا تدرون جيدا ما هى افكارهم وما هى معتقداتهم.وما يخفونه فى صدورهم؛؛فانتم يجب وان تخضعوا لقرارات انفسكم الخاصة بكم والتى ترونها صحيحة لكم؛لصناعة شخصيات خاصة بكم .مستقلة عن اراء الاخرين.واقصد بالاخيرة.الخضوع لقرارات الاله الواحد فى الارض.الله عز وجل.وما امر به من عدل؛وسلام؛وسماحة؛وجمال فى كل امور الحياة المحللة والمباحة.والعمل على نشرها طوال كل وقت ..ثم لفظ بتعبير .قائلا/يا بنى نحن لا نستطيع رد الجميل  بالشكل الكافى .مهما فعلنا؛فنحن نخطئ معه اكثر مما نطيعه؛فادعوا الله دوما.ان يرحمنا دنية واخرة؛؛؛فانبه اللفظ  والتعبير الاخير الابن.وجعله ينظر لوالده بتعجب. ثم قال على الفور/دعنى افاتحك فى  امر اخر.انه الزواج.اما نويت؟
--نعم يا والدى .بالفعل
؛؛؛؛فقال الوالدعلى الفور/اذن فحان الموعد.هل توافق على (........)؟.انها منتقبة وانسانة على خلق.فاحفظ شأنها وراعها0وادى ما عليك من حقوق تجاه الاسرة ,كربها
-----------/اجل يا والدى.وانحنى الابن متكئا الى يد والده اليمنى.وقبضها الى فمه وقبلها.ثم قبله فى جبهته وعلى كتفه الايمن.
وعليها؛فقال الوالد/ اذن ؛فسنذهب توا اليهم.لتريا بعضكما بعضا.وساقوم بعمل حفلة لك لها قيمتها؛فاختار ما تريد من عروض و مراسم غناء
؛؛؛؛؛فرد الابن بدهشة وحماقة/لايا والدى.فانا اعلم ما تقصده جيدا؛فناهيك عن هذه الامور تماما.بمشيئة الله.ستكون حفلة دينية
؛؛؛فاعقبه الاب/بمشيئة الله.دعنا نذهب للخطبة.واوعدك بانى سافتح لك محلا للكشرى والبيتزاوالوجبات السريعةالاخرى فى منطقة يذداد فيهاالطلب على هذه الوجبات.
................................
D1…………………………………………………………….
-----ذهب الوالد على الفور ومعه نجله الى منزل العروس؛فقاما بطلب الابنة من والدها.الصديق الحميم للاب.وبالفعل فقد وافقت اسرة العروس جميعها على الخطبة.وقاموا جميعا بعدها بعمل ليلة العرس والزفاف والحفلة الدينية .العامرة  بالقرءان والاحاديث وبعض  العلوم الاخرى من فقه السنة؛والتى يحبون اقامتها فى جميع حفلاتهم ومناسباتهم الدينية وغير الدينية كعادتهم.وقام الوالد بعدها وعلى الفور بعمل ما وعد به نجله؛فاشتهر بعدها وعرف عند اصدقاءه من ذوات اللحيةوالاخرين من اهل المنطقة باسم الديليفرى.......ويقصدون به رجل التو صيل للمنازل ؛؛فكان هوالموصل وصاحب المطعم فى نفس الوقت......وباتت افكارا معلقة فى ذهن  ذلك الابن تجاه المعلم. لا يدرى احد من شخص او جماعة.انه  قد حملها على كتفيه واعتنقها.ولعل اكثر ما كان يشدد الغضب فى نفس الديلفرى تجاه المعلم ؛فكان حب الاخير الشديد للتعامل فى الربا العلنى .ولعله من ابرز الضحايا اللذين وقعوا فريسة للمعلم؛فكان الحاج السيد منصور والد ربيع.رحمة الله عليه؛فقد اضطر للاستدانة منه .اثناء ما كانوااطفاله صغار؛ لامور اضطرارية وها هى الفوائد تتراكم يوما بعد يوم على ربيع مع الاخطار الدائم بالشيكات.وها هو ربيع يوفر ما يوفره من قدر معلوم بسيط جدا اتفق مع المعلم على سداده شهريا؛فما اشهرها تلك الحرفة السيئة  منه. وما اكثرها فى زمننا الحالى وعدم الرغبة فى التعرف على حكم   المحلل  ومنها  والمحرم 0وكيفية التعامل مع موضوع الربا ,الذى بات من قضايا الساعة واحا ديثها 0وخاصة  موضوع التعامل مع البنوك.0وما حكم التعاون والتعامل مع الاقتصاد الاسلامى0خاصة وان بعضا ,بل وكثيرا من البنوك اصبحت تضفى لفظة فرع التعامل الاسلامى ,كفرع مستقل يتبعها ؛ذلك الامر الذى ظل بؤرة خلاف وجدال عصرية0على الرغم من اختلاف الرؤى والاقا ويل ,,فها هو رأى العلامة  المفسر  الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه.اقر باستفتاء القلب.واخرين من المستشرقين الغربيين قد اقروا باهمية الاقتصاد الاسلامى فى الوقت الراهن ؛بجانب المشاركة من جانبى  الدولة والشعب.خاصةمع ما نعيشة من ازمات راسمالية حالية.واقوى الدلائل تأكيد الاقتصادى السويدى كينز بضرورة تدخل الدولة.ولا يعنى الامر والكلام السابق الاشتراكية المفرطة.
.................................................................
E……………………………………………………………………….
-------دخل الشابان فى الممر الفرعى الضيق والمؤدى الى الخلف من الفيلا؛ليجدوا الباشا.وقبيل ان يصلا؛فوجدا سيارة فخمة واقفة الى الجوار من الممر؛؛وكانت السيارة من الماركة الالمانية مرسيدس؛تشتهر عند العرب وتعرف باسم عيون؛فابهرت السيارة ربيع جدا؛فراح يتساءل.بكم من الجنيهات تسوى هذه؟....وتكررت معه الكرة الاولى؛؛فسال عمرو قائلا/انظر يا عمرو.ما هذه؟...ثم قال/يا صلاة النبى.وهو ينظر اليها بدقة شديدة وتمعن
؛؛؛؛فقال له عمرو متساءلا/ما لك حائرا يا ربيع.؟انها سيارة الباشا
؛؛فقال ربيع وبكل دهشة/انها سيارة تعجبنى جدا ويعجبنى شكلها....ثم قال عمرو فى التو/ياربيع يا حبيبى .بالتاكيد ان هناك ما هو اغلى سعرا.وافضل رغبة لدى بعض الناس.الم اقل لك من قبل. انك طيب للغاية؛وباكثر من اللازم
؛؛؛؛؛؛؛فعقبه ربيع على الفورقائلا/انا رأيت سيارات عدة من قبل .لكنى لم امعن النظرة اليهم من قبل؛فبالفعل نحن لم نكن من هذة الطبقة على الاطلاق؛؛فنحن وكأننا فى واد وهم فى واد اخر.
..............................
E1……………………………………………………….
-------وصلا الشابان الى الكوخ الذى كان يجلس به الباشا.وعندما وصلا ؛فوجداه جالسا داخل الكوخ الصغير؛؛ المصنوع من بعض جذوع النخيل واعواد البوص والكائن بخلف الفيلا؛والموضوع باعلاه فرع من اشجار  العنب...واضعا بجوار ه مقص طويل ،كبير الحجم؛؛والذى يستخدم فى عمليات القص هذه.وكان يرتدى نظارة شمسية سوداء.وعندما لمحهما بنظرة وهم اتيان من بعيد؛فقام واعتدل؛؛بقامته الطويلة،وشعره الاسود اللامع،ووجههه الخمرى اللون المدبب.وقام بمقابلتهما.على اتم وجه من الترحيب؛؛؛فما اكثر ذلك فى سياساته.ثم قال بصوت بارز/تفضلا.تفضلا.....ثم اصطحبهما الى مجلس فى الهواء  الطلق  يعتاد الجلوس فيه.فكانت مقاعد من خشب قيم ؛؛مصممة بطراز فنى فريد؛مطلة مباشرا على شاطى البحر من الخلف للفيلا.التى كانت تقرب بمسافة ما من قصر المنتزه .يتجه وجهها للبحر مباشرا؛تقرب هذا القرب السابق من قصر الخديوى عباس حلمى الثانى(المنتزه)؛؛ المطل مباشرا على البحر؛والكائن بمنطقة ا وحى المنتزه بالاسكندرية .وعندما يذكر المكان الاخير...؛؛؛فللجميع ان يتخيل كل شى جميل امامه.وكان يبتعد عنه بمسافة ما.
-----ما ا ن راءهما الباشا من بعد قريب وبعدما قام.للترحيب بهما .حتى قال/اهلا وسهلا.الفيلا نورت
؛؛؛فردا الشابان معا/الله يحييك.الفيلا منيرة بأهلها
....ثم اخذ بعد ذلك يقول ثانية/اهلا وسهلا بالامل والمستقبل الواعد.حقا شباب مثل الورد تماما. ثم قال دون تدخل من احد من الاخرين بالتعقيب/؛؛؛فالبلاد يا احبابى لا تقوم ولا تنهض الا بسواعد ابنائها من الشباب .واقصد الفترة من العشرين الى الاربعين من العمر؛فالفرعون المصرى توت عنخ امون كان شابا.والاسكندر المقدونى .كان  قد بدأ جهاده شابا .وماركس لم يكتل جهوده الا بواسطة الشباب.واقره شرطا لمن يريد منهم ان يكون ماركسيا... وكذلك صحابة رسول الله .سيدنا محمد؛؛فكان كثير منهم من الشباب
؛؛؛فرد ربيع فى صمت شديد هو ورفيقه/صحيح ....ثم قال ربيع متسائلا لنجل خالته فى صمت شديد بينهما دون احساس من الباشا/من الواضح ان الباشا مثقف جدا؛فهو يذكر اشخاص.منهم من اعرفهم.ومنهم من لا اسمع عنهم على الاطلاق.
--/بالتاكيد؛؛فهو يعشق الطبيعة والفن والادب والثقافة.
--------كان الباشا بالفعل يعشقهم وكان دائم الجلوس فى اوقات فراغه داخل الكوخ .يصطحب معه كتابا يقراه او سنارا يصطاد به فى اوقات فراغه.وهذا ما جعل ربيع يطمئن ومن قبله نجل خالته.بموقف الباشا.رغم ما به من خبايا كثيرة غير مشروعة يحلها لنفسه؛طمعا فى كسب المال؛فها هم ذوى المئات يطمعون فى الالاف.وها هم ذوى الالاف يطمعون فى الملايين. وها هم ذوى الملايين يطمعون فى  المليارات.وها هم المذكورين اخيرا يطمعون فيما هو اكثر بكثير.وما اكثرها الحرفة الان مع الغنى منا والفقير ؛القوى والضعيف. على مستوى العالم باسره؛؛فما هى قيمتها.التى لاقيمة لهل؛؛؛فهى تتدهور عبر الزمن.وتبقى الاخلاق و وتهزيب النفس هما سلاح المقاومة عبر الزمان والمكان؛؛؛فللجميع التخيل والنظرة الى موسى  وعيسى عليهما السلام.والنظرة الى محمدصلى الله عليه وسلم؛فقد ماتوا جميعا دون شى وماتوا بغناء النفس متعففين.ماتوا وكانوا من قبل رعاة للابل والماشية؛؛فكانت حرفة اخيارالبشرية المصطفين. ومن قبلهم انبياء ومن قبلهم رسول الزبر.ومات معظمهم باودية غير ذى زرع ؛فلم تشغل بالهم تكنولوجيا ولاذرات .ولامال ولا مقامات. رغم انهم اغنى اهل الارض بالمقامات؛فكان الباشا يعشق اللفظة الاخيرة؛؛ فباتت راحة للكثيرين على وجه الارض الان ولا قيمة لها؛؛؛؛فما من قيمة الا للعقل دون سواه على الارض .حتى وان كان صاحبه من اهل العرى والفقر.ومااحبه للسلطة والنفوذ المالى والشهرة.ورغم انتها عصر البكوية والبشوية وذوى القبعات الحمراء والطرابيش منذ فترة؛فانتهت مع مطالع ثورة يوليو تقريبا.
...................................
E2……………………………………………………………………….
--------نظر الباشااليهما بتمعن وخاصة لربيع؛ لدراسة موقفه والتعرف على شخصيته؛؛فنظر بضحكات مصطنعة اليهما وهو ينظرللامام بشاربه الاسود الناعم.الطويل.الذى يمتد ليصل الى ثنايا الشفتين.ثم وقف بغتة.لاتدرى اهى الشهامة منه؟ام الاحترام؟ام ماذا؟.لاتدرى الا ان تقول انه كان على درجة عالية من الخلق امام الناس فقط.لكنه كان دائم المشاجرة مع ولده الوحيد؛؛الذى انجبه بعد طيلة انتظار من زواجه بامراة فرنسية الجنسية.قد تعرف عليها اثناء رحلة من رحلاته؛ التى كانت تقام غالبا فى العاصمة الفرنسية ياريس.وكان سبب المشاجرة.ليس الا ان اللابن الوحيد كان دائم السفر الى القرى السياحية المصرية فى سيناء.كالغردقة وشرم الشيخ مع اصدقاءه من اهل السلطة والنفوذ المالى فقط.وعندما تذكر النوعية هذه من الشباب.فيذكر اللهو واللامبالاة وعدم ادراك المسئولية.الا القليلين منهم.فكان شابا من اجيال هذا الزمن.يحب مصادقة الفتيات وخاصة الاجنبيات هناك.يحب الملبس الشبابى الحالى؛الذى يتنوع يوما بعد يوم؛فكانت النوع من الساقط والجينس وغيرهم.اما الشعر فكان مما يطلقون عليه سبايكى وخلافه؛؛فاللجميع التخيل انه كان شابا من الشباب الطائش.وكان يقصر والده فى الطول بسنتيمترات؛ فكان الوالد يخشى عليه من موجات جو بعض الشباب الماجنة الحالية او الوقوع فريسة لاحدى شبكات  الدعارة .واضاعة مال القرية السياحيةالخاصة بهما ؛التى خلفها له والده لادارتها بشرم الشيخ.لايتابعة الا فى اوقات محدودة؛فكان يرغب منه فى صناعة شخصية حازمة مثله.الا ان الابن كان يتخفى فى اوقات زيارة الوالد له.ويزور فى مواقف الشركة المالية ويتلاعب بالاموال.ويصطنع له حالات خاصة من الجدية فى العمل والالتزام والطمأنينة بظروف العمل؛التى كان يخدع بها والدهوكذلك حالات التحفظ الشخصى من جا نبه امام والده وحالا ت وتلثمات دا خل ستار وخداع حجة
الادارة الجيدة؛التى كان يتخفى بها..من اصطنا عه لكلمات تبدو وكأ نهاحقيقية ,الا  انه كان منا فقا فى كثير مما كان يقول0.الحق ان الباشا قد وقف بغتة ؛؛بقامته الطويلة ونظارته الشمسية السوداء؛لينادى على الجناينى ؛الذى كان ينادى من الجميع عم ابراهيم؛ليبلغه.بأن يبلغ طاقم السفرة من العاملين ؛؛لاحضار مشروب ما للضيفين وبعدها سالهما طالبا من الجناينى الوقوف ؛؛كى يتعرف  منهم على رغبتهما/ماذا تريدان أن تشربا؟
؛؛؛؛فردا ردفا /لا شى على الاطلاق؛فلا تشغل بالك ؛حفانا سنستاذنك فى العودة توا.لدينا مهام عدة
؛؛؛؛فتعجب الباشا قائلا/كيف؛فهذا لا يصح ابدا...ماذا تقولا؟.......ثم قال/اجلسا.انها دقائق ولن اؤخركما
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛فجلس الباشا على المقاعد المطلة على البحر واصطحب معه الاخرين وراح الطرفان يتبادلان التحية بالمصافحة باليد والتحية بالترحيب والسلام.ثم قال الباشا/بالتاكيد..انت ربيع
----/ نعم ؛؛فانا ربيع .....ثم قال/انا ربيع السيد منصور.نجل خالة عمرو.ثم ثالثة؛رغبة منه فى تحسين وضعه وشأنه امام ما يراه قائلا/بكالريوس هندسة.من جامعة الاسكندرية
.ثم قال الباشا على الفور/نعم الشباب.....شباب الغد.شباب المستقبل.شباب النهضة والعزيمة؛فانتم الامل...ثم قال/عمرو حدثنى عنك كتيرا.ارجو ان تكون كما حدثنى عنك بالضبط
--- /واكثر .ان شاء الله يا باشا؛فأتمنى ان اكون عند حسن ظن سيادتك
.ثم قال الباشا/تأتى اليا غدا فى المكتب عندى.كى اخبرك بوظيفتك الجديدة.بالتاكيد عمرو قال لك العنوان
---- /نعم .نعم يا باشا...بالتأكيد.سأتى لسيادتك فى صباح الغد.التاسعة صباحا بالضبط
؛؛؛؛؛؛؛فعقبه الباشا/وساكون هناك.بامر الله
-------استاذن الشابان الباشا بالخروج واصطحب عمرو نجل خالته بعد ذلك الى منزله.وقبيل ان يركبا السيارة قال الباشا/لم تاخذا واجبكما.اهذا يصح؟
؛فردا سويا/لا تشغل بالك.مرة اخرى بامر الله؛فانت اهل للكرم.....ثم ذهب عمرو فى اتجاه سيارته وهو يرتدى القميص الافرنجى الابيض المخطط بالاقلام المطولة وعليه كرافتة وبنطالا اسود اللون.وراح يأخذ جاكيت البدلة الاسود ,والملتبس  بكرسى القيادة بالسيارة وقبيل ان يديرها للخلف؛ للخروج من الفيلا ومعه ربيع بقميصه وبنطاله الجينس. اللذان يتكرران معه دوما فى كثير من الوقت بالخارج واللقاءات؛فاوصله للمنزل واستاذنه بالعودة توا الى القاهرة.واخذ الطريق الصحراوى .الواصل بين القاهرة والاسكندرية.وراح يستمعة كعادته الى الاغانى الماجنة .التى تهواها نفسه وبها من اللهو  ومدح الحبيب لمحبوبته بكلمات تثير الجدل والحياء عند البعض من الناس.كانت السيجارة تلازم فمه انذاك حتى اثناء حوار الباشا.فكان لا يستطيع مفارقتها فى كثير من اوقات اليوم وكل يوم .ظنا منه انه لا يستطيع.رغم انه وحده هو الذى يملك الارادة والتحدى لذلك.حتى وان استبدلها بلبان يمضغه او اى بديل او حتى  بشغل باله باى مثير اخر شاق وشاغل وان كان بعض الوقت؛فغالبية الوقت اذا بواسطة التعود ..كانت اثار السجائر على شفتيه واسنانه تظهر باللون البنى،الذى يكاد يكون ضا ربا للسواد  بعض الشئ .
.................................................................
F………………………………………………………………
-------------امسى الشاب ليلته فى منزله. وبعدما عاد سألته الوالدة/اقضيت.حاجتك يا بنى؟
---/نعم يا امى..حمدا لله؛فما كان يريد ان يجعل على كاهلها اى من العبئ.حتى فى قضاء الحاجةوفى غير القضاء.لمابها من امراض.من ضغط وسكر.يستلذمان الهدوء الدائم.وعاد فى اليوم التالى للباشا .لكن فى مكتبه الشخصى بالعجمى حسب الميعاد المحدد مسبقا بينهما .وعندما وصل الى البرج الكائن به مكتب الباشا وهو ينظر اليه بتمعن شديد من الخارج ومن الداخل والمحاط بالرخام من معظم جوانبه والمطعن بحبيبات الجرانيت.واللامع من جميع جوانبه .وعندما دخل ؛فوجد المصعد الكهربائى نصب عينيه؛فاخذه الى الطابق المستهدف وهو فى دهشة مما يراه امامه .واستهدف الشقة بعد ذلك؛فدخل؛فوجد نصب عينيه مساحة فسيحة .صالة واسعه كانت؛؛ محاطة باشجار ونباتات الزينة من كل مكان فيهاوالمقاعد تملئها من كل جانب وناحية.ويجلس على تلك المقاعد العشرات من البشر.فاندهش ربيع وتقدم الى السكرتير الخصوصى لمكتب الباشا.والجالس على كرسى خاص به.امامه مكتب كبير.وكانها عيادة طبيب مشور تمتلء بالمرضى؛؛فاقدم عليه وساله/اليس هذا هو مكتب عبد العزيز بك الشربيى؟
--- /نعم ..هو بالفعل
----/اذن؛؛فانا لديا ميعاد خاص مع الباشا.الم اعد استطيع الدخول اليه توا
---/هذا ما تراه بالفعل.فهو مشغول اليوم جدا.اما ترى كل هؤلاء يريدونه؟.لحظة من فضلك.سادخل اليه الان واخبره .وعلى الفور .فقد دخل واخبره.وبعدما خرج.فقال/الباشا يعتذر لك كثيرا؛؛فهو مشغول جدا ولم يستطع مقابلتك الان..؛؛فمن فضلك.انتظر الى ان ينهى امور هؤلاء.فهذا ما قاله الباشا
؛؛فسال ربيع/وهل سيطيل وقته معهم؟
-- /ادعو الله..وانت وحظك يا سيدى الفاضل
-----انتظر ربيع .الباشا لساعات.الى ان مل من الانتظار واخذ يقرر العودة للمنزل والاتيان له فى وقت اخر.الا ان السكرتير دعاه للانتظار لدقائق اخرى قليلة.
................................
F1………………………………………………………
-----------قلقتا الام ونجلتها الكبرى على الابن الذى قد تغيب عن المنزل لفترة طويله .هم يعرفون مدتها وهذا ما ذاد من لهفتهم عليه؛فاندهشت الام وسالت ابنتها/لما تغيب اخاكى عن المنزل طيلة هذه المدة؟...ثم قالت/ارجوكى يا بنيتى..اجرسى عليه  توا........اما معك رقم الهاتف الخاص بمكتب الباشا؟
-- /اجل .يا امى؛؛؛؛فقالت الام على الفور/اذن؛فاجرسى عليه عبر تليفونك المحمول
؛؛؛؛فردت الابنة فى تعجب وعبس/هذا لا يعد موبايل على الاطلاق..انتظرى.ان شاء الله سيعود بخير.اما ذهب الى مدينة اخرى او مكان اخر.انه هنا فى الاسكندرية؛فلا تقلقى
؛؛؛؛؛فردت عليها هى الاخرى متسائلة/يا بنيتى .ماذا  تقولين؟.انه ولدى الوحيد .اما تدرين بعاطفة الامومة. وما سمعتين عنها من قبل؟....انتى يديكى فى الماء البارد.اما انا ؛فيديا فى الماء المغلى....ثم توقفت الام لدقيقة واحدة......ثم قالت بعدها/وما الذى ادخل الموبايل فى الحوار؟
---/يا والدتى العزيزة.هذا الموديل من الموبايلات.قد اخذ نصيبه من الزمن وانتهى منذ فترة طويلة .و انا محرجة منه بشدة.هذا هو الوضع يا امى
؛؛؛فانزعجت الام قائلة/وضع فارغ...ليس له معنى......لقد اصبح ذلك مرضا لديكم اهل هذا الجيل
...ثم قالت لها وبكل حماقة/يا بنيتى .ما هذا الذى انتم عليه الان؛فما هذا الا كلام لامعنى له. ولا اساس له من الصحة على الاطلاق.فهذه مجرد خرافات ورغبة فى الظهور فقط او ما يسميه البعض...وراحت تقوله بلفظة دارجة تعنى(.فليس لذلك معنى الا ان نقول عنه...فشخرة على الفاضى...).او كما قيل فى مثل(من بره هالا هالا ومن جوه يعلم الله)؛ فلا تشغلى بالك بهذه الامور الفارغة.فهل هذا الذى تمتلكينه لا يقضى الغرض؟
--/بالفعل..000.لكن
؛؛؛؛؛فردت الام فى عجالة بتعجب/لا تقولى لكن0.أ ما تحسبين ,لأنى قد تخلفت عن التعلم.بعد الابتدائية وبسبب الرغبة المتعنتة من الوالد فقط لا غير00أنى  بذلك لن استطيع ان احدثك فى مثل هذه الامور؟.لا على الاطلاق؛؛فانا نبيهة جدا0وللغاية
--/حقا يا امى.فانا لا اشك فى هذا الامر...لكن الناس الان وبخاصة الطلبة اصبحوا يحملون موديلات فارهة
ثم قالت الام/هذا هو سر التخلف يا بنيى.اننا نستهلك كثيرا ولا ننتج؛ولا بد من التفكير والتدبر والتدبير؛؛فكم من المرات سمعت مثل هذا الحديث والكلام  من اخيكى ورفاقه فى الجامعة.عندما كان يصحبهم معه الى هنا.... أنسيتى انه لا يحمل تليفونا محمولا؛فقد فضلك عليه؛فهو يعلم ان جنس النساء لا تنتهى حاجاته 000وهو لا يشغل با له بهذا الامر على الاطلاق...ارجوكى لا تثقلى العبئ عليه ؛فانتى تعلمين الحالة وما فيها.يا بنيتى .اثناء ما كنت فى مثل عمرك من السنين.ما كنت استطيع ان ارفع راسى ولا رايى على ابى؛خجلا منه وخيفةولست انا فقط.لكن الكثيرين من امثالى من الاخوات والفتيات الاخريات.حتى من بعض الرجال.
؛؛؛فقالت الابنة على الفور مندهشة مما تقوله والدتها/الزمن والاحوال والظروف.قد تغيروا كثيرا
؛؛فردت عليها قائلة/اعتقد يا بنيتى انها احدى اسباب التخلف؛فعدم التمسك بالقيم والمبادئ والاخلاقيات اصبحت سمة العصر ...ثم قالت/ يا بنيتى التمسك بهولاء لا يتعارض مع تكنو لوجيا ولا مستحدثات.لكن الصحيح فى الامر والسليم منه هو التمسك بالعادات والتقاليد الحسنة الخلوقة. والاقتباس من الثقافات الاخرى ومحاولة التقليد بالمفيد0النافع.
؛؛؛فقالت الابنة فى حالة من الضحك وهى تعلم ان الام تتحدث عن اشياء اخرى/اتقصدين نجاح التجربة  الصينية على سبيل المثال؟.وامور من هذا القبيل
؛؛؛؛فضحكت الام هى الاخرى قائلة/الله يجازيكى خيرا.لقد اضحكتينى.انا يا بنيتى لم اعرف عما  تقصدينه اخيرا شيئا.0لا صينية  ولا غير صينية

................................
F2……………………………………………………….
---------اهتدءت الام بعض الشئ و لبعض من الوقت ..عما اشغلت بالها عليه مع ابنتها.لكنها تذكرت الابن مرة اخرى ؛؛فراحت تقول لها/لقد انسيتينى واشغلتى بالى عن اخيكى يا منى؛فتلك هى عاطفة وغريزة الامومة. والتى تصنف من اقوى الغرائز لدى الانسان والحيوان؛؛فاصرت الام على رأيها. قائلة/ارجوكى.اجرسى اليه توا .0الى هاتف مكتب الباشا....ثم قالت/اما معك الرقم؟
---/ هو معي؛فربيع قد اعطاه اياى قبل ان يمشى ؛لموقف طارئ ربما يحدث.لا قدر الله
؛؛؛؛فقالت الام فى عجالة ولهفة على ابنها/.اذن ؛فعليك بالاتصال توا0اجرسى الى مكتب عبد العزيز بك توا
--اجل؛؛؛فبالفعل قد اجرست ؛فرد عليها السكرتير مبا شرا؛ فقالت على الفور/مكتب عبد العزيز بك الشربينى؟
-          بالفعل.هو اذن؛فمن انتى؟...ومن تريدين؟
-          ؛فاجابته على الفور/انا شقيقة ربيع واريده توا؛فالامر خطير
-          ؛فاسرع السكرتير مناديا فى الصالة الواسة التى يجلس بها منتظرى  الباشا/الاخ ربيع
-          اجل,انا ربيع 000000م ن ير يدنى ؟!
-          ؛فقال من كان جالسا على المكتب آنذاك/ تليفون من اجلك000.المنزل يا سيدى؛فالامر خطير
-          على الفور؛ فقد قام ربيع بالردواندهش قائلا/الله اللطيف؛فماذا فى الامر وماذا حدث؟!
-          ؛فقالت المتصلة/انا منى يا ربيع.فى عجالة سريعة؛فرصيدى سوف ينتهى توا .ليس الا ان الوالدة قد قلقت عليك واحبت ان تطمئن عليك فى الحا ل
-          ؛فقال لها/الامر بالتفصيل(............) وراح يحكى لها عما حدث قائلا ابلغيها سلا مى وانى على وشك الانتهاء من هذه المامورية. وساعود على الفور.
-          ...............................
-         F3……………………………………………………..
-------طلب ربيع من السكرتير واستأذنه قائلا/من فضلك .دعنى ادخل الى الباشا على الفور.فاستاذن السكرتير الحضور الباقيين من جمهور المنتظرين/ من فضلكم وبعد الموافقة...هل توافقون جميعا على دخول هذا الشخص للباشا لفترة زمنية قصيرة.انه لديه ميعاد هام معه. لكنه قد حدث له ظرف طارق بالمنزل ويريد قضاء حاجتة بضرورة ملحة ؛فيخرج ويعود للمنزل على الفور؟
؛؛؛؛فرد الجميع فى مخرج صوتى واحد/اذن تفضل؛؛فنحن لا نقلق على شئ.
-----دخل ربيع الى الباشا على الفور؛فاخذ الباشا يرحب به قائلا/اهلا.اهلا.اهلا وسهلا.مرحبا بك يا سيد ربيع.لقد انرت المكان بقدومك الينا اليوم.وزدته نورا
-- /الله يطيل من عمرك يا باشا ؛فالمكان منير باصحابه
وبادر الباشا بالحوار قائلا/.اذن فالامر يحتاج للمصارحة الان.وراح يحكى له عن وظيفته الجديدة قائلا/يا سيد ربيع.انا متاسف جدا.لم اعد القى لك وظيفة تناسبك ؛فهى وظيفة عامل نظافة.وستحصل على اجرشهرى.ربعمائة جنيه؛فهل ترضى .انا متاسف جدا يا سيد ربيع فيما اقوله.لكن هذا  هوالوضع السائد وهذه هى الظروف والاحوال.انا اعلم انك كنت تحلم بوظيفة افضل من ذلك. لكن لم يعد هناك اى وظيفة خالية الان الا هذه. وانت تعلم انى  اعمل بالادارة فقط
؛؛؛؛فتشاور ربيع مع نفسه قائلا/من نظافة الى نظافة.ثم لفظ بتعبيردارج /(لكن نظافة عن نظافة تختلف كثيرا.)؛ فالاجر قد زاد وكان يقولها فى حالة نفسية سيئة للغاية.وضيق مما هو عليه.
----نظر ربيع الى يد الباشا انذاك ؛فوجد ساعة قيمة جدا يرتديها؛فدخلت الى عقلة وابهرته كثيرا؛فراح يقول فى نفسه/يا ترى.بكم تسوى هذه الساعة؟؛؛؛فكان ذكيا بالفعل؛فما كانت تقل فى الثمن عن الالفى دولار.وراح ربيع يقول فى داخلة ثانية/هذه تحل من المشاكل كثيرا لدينا ولدى الكثيرين من امثالنا؛فما لو ان الباشا يعطينى اياها هدية او مقدم عمل؟...ثم قال بعدها بعدها بثوان قليلة.معلنا للباشا ومسرعا بالرد
/لا يا باشا؛؛؛فانا موافق للغاية
 ....وراح الباشا بعد ذلك يحكى له عن شروط العمل وظروفه الخاصة.واعطى لربيع الاجر الشهرى للشهر الاول على الفور؛فامسكه ربيع يديه وراح يقول حمدا لله على جميع الامور..ثم قال/استاذنك يا باشا
---/تفضل...لقد ازدتنا نورا
--الله يطيل من عمرك يا باشا....السلام عليكم
--وعليكم السلام.
.................................................................
G………………………………………………..
-------عاد ربيع الى المنزل واثناء عودته ذهب الى مسجد العارف بالله الشيخ المرسى ابو العباس. وفيما بين فرضين كان الوقت؛فكان المسجد هادءا بعض الشئ.واخذ يدعو من مسافة بعيدة عن المكان الكائن به ضريح الشيخ المرسى.واخذ يدعو الله وهو يبكى بكاءا شديدا مما هو عليه من احوال اقتصادية وظروف ضيقة سيئة؛فاخذ يقول/
                                            يا رب يا كريم.بحق نبيك المصطفى اسالك ان تفرج  وتخفف عنى مما انا فيه
                                         يارب يا كريم.بحق عبادك الصالحين.كامثال هذا الشيخ وهو ينظر للضريح من بعيد.اسالك ان تخفف عنى كرباتى ومتاعبى واعبائى
.وان تحسن لنا من احوالنا.وان تستر عيوبنا
----كان لا يحب ان يقترب من الضريح ويدعو كما يدعو بعض الجاهلين .راجيين من الشيخ ما يرغبون فيه.وكانه هو الذى يلبى. وما هو بملبى لنداء احد.فهو جثة هامدة لا تسمع. ولا ترى؛فما الطلب والنداء الا لله وحده ومنه.وما التلبية الا منه وحده وبامره............واثناء ما كان يدعو ربيع .كان قد سمعه احد العاملين فى المسجد.وكان مطلق اللحية؛؛فمحددة هى،قصيرة،غير مفرط  صاحبهافى اطلاقها..اما ا لشارب ؛فكان خفيفا للغاية؛؛؛فاقدم عليه قائلا وسائلا له/مالك تبكى يا ولدى؟
؛؛؛؛؛فاجابه/لا شئ
---كيف وانت تبكى بغزارة شديدة امامى الان؟...قالها ذلك الرجل الكبير السن ؛؛؛القريب الى الستين من عمره وهو فى تعجب لما قاله الشاب.
....ثم قال ثانية يا بنى قول لى عما بداخلك؛فمن الممكن وان استطيع مساعدتك؟
؛؛؛فرد بعبارة ادهشت الرجل/المشكلة التى عندى ليس لهل حل الا بامر الله؛فلا انا على استعداد للتسول.ولااحدا يعطى لاحد مقدار من المال دون مقابل ويكون كثيرا.الا بالشفقة وانا غير مستعد لذلك
؛؛ففهم الرجل ما يقول؛فقال له/اخرج لى كل ما عندك من هموم؛فانا مثل والدك بالضبط...اليس كذلك؟
---نعم .بالفعل ياعم الشيخ......وراح يحكى له عما بداخله.واثناء التعارف قال الشيخ/انا عمك الشيخ وهدان
---/اهلا وسهلا.لقد ازددت شرفا اليوم
---/وانا ايضا...لكن .ما اسمك؟
---/اسمى ربيع.ربيع السيد منصور
؛؛فقال الشيخ بضحك شديد واحساس رهيف وراح يضم الشاب الي كتفيه بالاحضان.... لفظة تقرب الى العامية/يا سلام يا ربيع يا ابنى.ثم قال له/اقبل عليا..اقبل ؛؛فانت من بقايا رائحة الوالد
؛؛؛فساله ربيع مندهشا/والدى انا؟
--اجل يا ولدى.كان اقرب واعز الناس الى قلبى؛فكان صديقى الحميم.وكنت اعلم انه كان يستدين من اجلكم .كم كان يحكى اليا فى هذه الامور.لكنك الان ..ما شاء الله
-- /حقا اذن.يا عم الشيخ....وراح يستدرج له فى الحوار ما حدث له فى الفترة الاخيرة؛فاندهش الشيخ وتعاطف معه.ثم قال/والله يا بنى .لو كان الامر بيدى وكنت استطيع شيئا لفعلته لك.وخاصة فرصة العمل؛فانا لم اكن سفيرا ولا وزيرا ولا خلافه
؛؛؛فرد ربيع  مصحبا عبارته بالبعض من العبث  الغير مقصود/انا اعرف موقفك تجاهى جيدا؛فمن سيصادق الفقير الا الذى مثله .ومن سيصادق الغنى الاالذى يعز عليه ...ارجوك لا تبتئس لما اقول.ودعنا نخرج مما بداخلنا شيئا
...ثم قال العجوز بعد ذلك/تفضل يا بنى..هؤلاء .مائة من الجنيهات...اقضى بهما ما تريد
---/حمدا لله على كل شى.ادخل اموالك فى جيبك.....ثم قال/لا احد ينام وقارصة امعاءه من الجوع.الا من هم تحت .فتحت خط الفقر.قالها هكذا.ظنا منه فى ان هناك.من هم اسوء منهم احوالا
؛؛؛فاخذ العجوز يداعبه هو الاخر بالعبث غير المقصود قائلا/اذن ؛فانت من بين هذه الطبقات.او ما تقصده تحت الخط..ارجوك لا تبتئس لما اقول ودعنا نفضفض عما بداخلنا.
؛؛؛فرد ربيع  بعد ثوانى من الصمت على الفور/هم كثيرين الان وللاسف يزدادوا.حول العالم يوما بعد يوم؛فالسكان تتزايد والموارد المحدودة تنقص؛فلا بد من حلول لا زمة ؛؛؛فا لله وحده اللطيف .وقال الاخيرة بكل جدية.ثم قال/ليس الخطر علينا نحن .لكن فيما بعد؛فالله وحده اعلى واعلم.اللهم الطف بنا وبهم.ثم قال ثالثة تالية مباشرا/استاذنك..لقد تاخرك كثيرا عن المنزل وبالتاكيد؛فالوالدة قلقة جدا...السلام عليكم
--وعليكم السلام.
.................................................................
H…………………………………………………………
------فر ربيع الى المنزل.فوجد الوالدة والاخت الكبرى.منتظرانه بلهفة وقلق شديد.وعندما وصل؛فطرق الباب ؛فسالتا الداخليتين/من الطارق؟
---انا ربيع
.ثم قال /انسيتم الصوت...افعلت بكم اللهفة هكذا؟.يبدو انها انستكم اياى.يبدو انكم على غير دراية باعداد المغتربين بالخارج من الكبار والصغار؛؛النافع منهم والضار.اليست اوطانهم اولى بهم وبقدراتهم.فى كل مكان.لكن اصبح الاغتراب الداخلى والخارجى فى مصر شئ طبيعى وسهل للغاية؛فلقد اصبح التفكير فى امر الاغتراب منذ الطفولة فى العصر الحالى؛فيبدو الامر من خطورته هكذا
.ثم قال على الفور/الان.لقد اصبح التفكير فيه اكثر من مقولة افشاء السلام..وقالها فى نفسه وهو بالخارج امام الباب
؛؛فلما عرفتا الصوت اسرعت الجامعية بالفتح.فدخل.فقالت الام بعدها مباشرا/لما يا ولدى كل ذلك التاخير.لقد اقلقتنا عليك بشدة؟
؛؛؛؛؛فاعتذر لها الابن وبكل تاسف.شارحا ما حدث
؛؛؛فقالت الام/لقد اسقطت قلوبنا معك.اما كنت تتصل لتطمئنا عليك؟
ودخلت الابنة على الفور فى الحوار/اعرفتى .كم للمحمول من قيمة؟
---/انا ما كنت اقصد الكلام مطلقا.لكنى كنت اقصد التظاهر الفارغ والرسائل والنغمات وخلافه.ثم قالت يا بنيتى الموبايلات هذه .قمتهاواحدة واقصد اللب منها وهى غرض الاتصال الهام.اما قاعها فما هو بواحد.لكن بالكثيرواقصد المتدنى منها؛فما هم الا الرسائل واللعب والنغمات وخلافه؛فهى مجرد لعب ولهو
---------.ثم-قالت الابنة بغتة /استاذنكما.فعندى محاضرة حالا.ودخلت الى حجرتها لتحضر ما تحتاجه من ضروريات وتردى ملابسها.وما ان اكملت حديثها حتى قال الاخ/انتظرى يا منى سادخل التواليت واتى معك لاشترى لك ولاختك .طاقما من الملبس لكلا منكما
وعليه؛ فسالت الام/وكيف ستعرف مقاس الصغيرة وما نرغبه؟
---ستختار لها منى ؛فهى تعرف زوقها جيدا.اليس كذلك؟
؛؛؛فقالت منى/ بالفعل.لاتحمل هما
.ثم سالت الام ثانية/ومحاضرتك كيف ستحضرينها؟
---سانقلها واخذها من احدى الزميلات ؛فانا فى كلية نظرية .لا تحتاج لحضور عملى.
 ؛؛؛؛فدخل ربيع فى الحوار على الفور/احد اسباب تخلفنا ؛اقامة الفروق، وعدم الحرص على حضور المحاضرات ودروس العلم.حتى وان كانت غير خاصة بنا؛؛؛فهل ترغبين فى تاجيل الميعاد؟
---لا.لا يا ابيه..لا تحملون هما؛فهذه هى اسعد لحظة فى حياتى.
-------دخل ربيع ؛ليقضى حاجتة فى التواليت وبعدما خرج؛فسال الاخت/هل انتى مستعدة؟
--اجل..وبكل الشوق انتظر.
..................................
H1……………………………………………………….
----------اصطحب ربيع الوالدة الى السرير بداخل حجرتها.وبعدما استراحت قال لها/استمرى على ما انتى عليه.ولا تتحركى الى ان اعود ولن اطيل الغياب باذن الله؛؛؛؛؛فسالته الام سؤالا محرجا/من اين لك هذا يا ولدى؟.ارجوك لا تؤاخذنى ولا تبتئس لما اقول
؛؛؛فضحك قائلا/لا تقلقى .انه الاجر الشهرى الاول للعمل الجديد.اعطانى الباشا اياه
؛؛فسالته مستبشرة.لا من اجلها .لكن من اجل الابنتين/اتحضر لنا لحما- معك اليوم؟
---؛؛فضحك سائلا/وماذا تريدين ان احضر...اهو اللحم  الاحمر؟
--لا والله يا بنى.ما اشغل بالى.لكنى اريده من اجل اختيك
.ثم قال بعد ذلك بكل هدوء/يا والدتى العزيزة.الميزانية لا تسمح هذا اليوم.ابقيها ليوم اخر؛فاذا احضرنا اللحم الاحمر اليوم؛؛فماذا ناكل فى بقية ايام الشهر الاخرى؛فهل لنا ان نستطيع العيش بدون اللحم الاحمر طوال الايام الباقية.اما احضرناه منذ يومين. اما تعلمين انى اخطط للامور هذه؛؛كى لا ندان لا حد؟
-- /اعلم كل ذلك بالفعل..لكن ماذا ستحضر اليوم؟
--/ ساحضر الفول والفلافل.لمادبة الغداء
------باتت هذه الثلاثية خطرا يهاجم معظم الاسر الفقيرة والطبقة الوسطى؛؛؛فها هم الطعام والملبس والمرض؛؛فاذا ارادت الضغوط على نفسها فى الطعام؛فمن اجل الملبس.وان ارادت الضغوط من اجل الاخير ؛فمن اجل الاول.اما اذا دخل المرض بغته فى المنتصف...؛؛؛؛فتضطر الاسر هذة بعدها الى الاستدانة او طلب العلاج على نفقة الدولة؛؛؛؛؛فكانت هذة هى الجملة التى دارت على لسان ربيع امام والدته  مؤخرا؛؛والذى اسرع بعدها قائلا/يا امى.انتى تعلمين بالوضع. والحالة وما فيها. وما اريد فقط الا ان ارضى اختيا؛؛؛فاما هو الطعام واما هو الملبس.لابد ان نضحى باحداهما من اجل الاخرى.اما تدرين ما يفعله الاباء مع ابنائهم الان وخاصة المنجبون بكثرة منهم؟
--- وما ذا يفعلون؟
---/هم يتركون ابنائهم لا حول لهم ولا قوة الا بالله.يشقون طريقهم بحثا عن العمل فى اى مكان .واية وظيفة كانت.للصرف على انفسهم.حتى مع الابناء المتعلمين منهم وخاصة من الطبقة الفقيرة والوسطى.
.................................................................
I……………………………………………………….
-------------اصطحب ربيع اخته الكبرى الى احدى المحلات 0التى لا تعرض الرداءات الفارهه؛ ؛وانما هى بمتوسطة الذوق ؛؛؛طمعا منه ورغبة فى تقليل الاسعار بعض الشئ  وقدر المستطاع  منه.وما ان رأته الجامعية يقدم على هذا المحل؛فقالت بغضب/الى اين تصطحبنى؟
----كما ترين..امامك
؛؛؛؛فردت ثانية منزعجة وبدهشة/يا ابيه انا لا اريد من هؤلاء شيئا؛فهذه اذواق خاصة...اذا كنت  ترغب فى الشراء من هنا لاسراء؛فانت حر.لكنى انا لا ارغب فى ذلك مطلقا؛فانا اريد احدى البوتيكات الفارهة
؛؛؛؛فاعقبها بالرد/هذه البوتيكات .ليست لنا ولا لامثالنا؛فالاجر الذى قبضته.اجر شهر واحد  وقليل للغاية.وانتى  قدعلمتى من قبل بمقداره.بالضبط يكفى طاقما لما تطمحين له ويا ليته يكفى .احلامك بعيدة المدى جدا.فكم من الفقراء  وحتى من بعض الاغنياء والشخصيات اللامعة فى المجتمع وما اكثرهم الشباب وما اكثرهم الان يرتدون ملا بس لا تعلمين لها اصل ولا ماركة0ترين رسومات واشكال من قبيل الدلع0. ويتظاهرون بها0وهى صلعاء الراس0وما عدت ترين الشياكة كما يقال لا فى المظهر ولا فى الجوهر0طالما الثقافة والعلوم والاخلا ق والقيم قد انحدرت0واقصد بمعنى اوضح يا اختى العزيزة الخدعة فى عدم معرفة الجيد من الردئ فى مثل هذا الزمن 0فيما بين الفقير والغنى 0او فيما بين ذوى الخلق وذوى القبح 0وذوى العلم وذوى الجهل000فكل شئ يتيه الان ويتشبس ويتشبه ويتخفى فى الاخر0الجيد فى الردئ والردئ فى الجيد0فكل شئ تائه0والازواق قد انحدرت0فكم من مدقق فينا وكم من منقى وكم من ذوى ذوى زوق رفيع فى كل الاشياء والاجواء المحيطة0فى علومنا الاجتماعية والطبيعية0وفنوننا0واداراتنا لما حولنا0لا نا ما عدنا ندير الشئ بجدية؛فارتضى ايتها الفتاه واصبرى.واعيشى كما نعيش وكما هى الظروف.وكما هى احوالنا المعيشية.000انها ايام قليلة نقضيهافى الدنيا0على وجه الارض0
................................
I1……………………………………………………..
--------عاد الفتى الى المنزل هو وشقيقته.وقد اشترى لها الملبس ولاختها بناء على رغبته هو.واشترى معه اثناء العودة الفول، والفلافل كما يسمونها الاخيرة هناك.وبعدما عاد وشقيقته.فقالت الاخيرة لديا وقت للذهاب الى الجامعة على الفور.اذن فساذهب حالا.فما تاخرنا فى رحلة الشراء.الا لدقائق قليلة.وبالفعل وعلى الفور .فقد احضرت نفسها للخروج ودخلت الى الحجرة لترتدى ما اشتراه لها اخيها اليوم.تفاخرا به وتباهيا.وعليها فقرر ربيع الخروج هو الاخر.والحضور بعد عودة شقيقته  من الجامعة .اما الصغيرة فقد حضرت  الى المنزل .عائدة من مدرستها. قبيل عودة رببع ومنى من رحلة الشراء.وقبيل ان يخرج ربيع وكعادته يحب الاطمئنان عليها.فذهب الى حجرتها مصطحبا معه ما احضره لها من ملبس. وبعدما دخل عليها .فوجدها راكزة على السرير الخاص بها وتذاكر دروسها؛فراح يداعبها ويقول لها/تفضلى ايتها المرحة.هذا الطاقم من اجلك.الله يوفقك لما تفعلينه
--؛؛؛-فقالت له شاكرة/ربنا يطيل لك من عمرك يا ابيه..شكرا.
............................
I2…………………………………………………
------خرج بعدها ؛ليستجم على شاطئ المندرة وبعدما اخذ قسطه من الراحة.ذهب الى مسجد الشيخ ابو العباس؛لزيارة الشيخ العجوز،صديق الوالد وبعدما وصل ؛فراه الاخير؛فراح يرحب به وهو على بعد قريب منه قائلا/اهلا.برائحةالغالى..كيف حالك وحال اسرتك؟...وراح يقبله بالوجه ويصافحه باليد بشدة
؛؛؛فرد ربيع مجيبا سؤاله اثناء المصافحة/الحمدلله؛فالجميع بخير
-----راح يساله عن حالته وظروف عمله.فحكى له عن الحالة السيئة التى تتكرر دوما؛فرد عليه العجوز/يا بنى .حلكم الوحيد ولا اقصد ك انت فقط. وانما اقصد كل الشباب من امثالك.فى العلم.فى الصبر  . فى الارادة  يا ولدى .ثم العلم يا بنى.ثم قال/واقصده ,عمدا
--- /وعن اى علم تتحدث؟ وماذا اخذنا منه ان كان هو المقصود؟
---يا بنى لا بد من المثابرة؛؛؛فرد عليه ربيع مندهشا مما يقول/ليست العبرة فى التعليم.لكن العبرة فى نظم التعليم والمناخ والجو العام ومدى التطا بق بين الا حتياج والمتاح
؛؛؛فقال العجوز ثانية مصرا على رأيه/يا بنى من اراد الدنيا.فعليه بالعلم والعقل ومن اراد الاخرة ؛فعليه بالعبادة والخلق الحسن .لكن من اراد الله؛ فعليه بالاربعة معا،والجمال ورضا المولى عز وجل فى جميع الامور المباحة والمحللة معا
؛؛؛؛؛فساله ربيع/ وماذا نفعل اذن.تعليما وتعلما.واخيرا انتظرنا وتركنا على الارفف؛فما هو المطلوب منا الان.ان نشق ونفرق ونفلق الصخر. ام ماذا وماذا وماذا؟.ارجوك.لا تزد من همومى
؛؛فرد العجوز متأسيا/الله معك ومع امثالك.
.................................................................
J……………………………………………..
-------وصلت الجامعية الى كليتها؛فراحتن الزميلات .بعدما نظرن اليها وهى قادمة من بعيد وكانت جماعة من اقرب الزميلات اليها.واخذن يرحبن بها داخل المدرج ..اثناء ما كان  الاستاذالدكتور المختص يشرح المحاضرة.فلمحهم ؛؛؛فقال/
الانسات المتحدثات بالخلف..من فضلكم الكلام...الصمت والهدوء  ثم بلفظة دارجة 0يا قليلة الزوق انتى وهيه
؛؛؛فلازمن النسوة الصمت.الى ان اهتدأ الجو بعض الشئ؛فراحتن يتكلمن  الى انفسهن ويتحدثن فى امور خاصة بالدراسة.الى ان تحدثت احداهما . وكانت ترتدى رداءا من سلع التفاخر والمبا هاه؛فسألتها منى بغتة/لماذا لم تحضرين منذ فترة ؟000لما ذا تغيبتى عن الكلية ؟
؛؛فردت بثقة /اننى ابنة المليونير  فريد نصر الدين.اما تعلمين؟.ثم قالت بثقة عالية/اما قلت لكم ذلك من قبل؟
--- /لا بالفعل اعلم.لكن اهذا هو السبب؟
---لا يا منى ؛فليس الا تفاخرا بالنفس ولا قيمة له؛فانا اداعبكم فقط .... وانا اقول لك ذلك الكلام وانا على درجة عالية من الثقة؛؛فما هى الفائدة من الحضور الان؟..لا فائدة له؛فانظرى امامك.كم عدد الطلبة الحضور فى المدرج؟.وكم منهم اتى للعلم؟:. وكم منهم اتى للعب والضحك؟.... الغالبية العظمى بالتاكيد للاخيرة.حتى انا ما اتيت الا من اجل الضحك والمداعبة.لا من اجل العلم؛فالمشكلة لدينا مشكلة جو عام .مناخ؛ فنحن نحتاج لتهزيب  للنفس وتهيئة على الفور...ثم قالت /يا عزيزتى نفس جيدة.اذن  فعلم جيد،ونفس سيئة.اذن فعلم سيئ للغاية،متدهور.واذا تدهور العلم تدهور كل شئ.انظرى الى الدول العظمى والمتقدمة  الان.كل ما يشغل بالهاالان.ليس الا العلم فقط اولا واخيرا.
؛؛؛فسالتها منى /وما الذى دفعك للجامعة هنا؟.ولماذا لم تلتحقى بجامعة خاصة وانتى على هذه الحالة المادية؟.ثم قالت/ارجوكى.لا تؤاخذينى
-/والدى اقنعنى بان الجميع فى النهاية متساوى. وان مصيرى الى منزل الزوجية.غير انه مادام الجو العام سائد بصفة معينة .فانه يعم على الجميع .الا اصحاب السلطة والنفوذ.اما تعلمين انه فى الجامعات الخاصة.خاصة العملية منها؛فليس لخريجيها تكليف من الحكومة.ومن يحصل على العمل.يكن فقط ابنا لرجل اعمال ؛ذو سلطة،او شخصية مرموقة؛لها وزنها وواسطتها.هذا بالاضافة الى ان والدى ليس له اتصال باحد،او بواسطة اقصد وما شابه ذلك؛فهو انعزالى الى حد ما.هذا غير ان والدى قد قرر باخراج النفقة التى كان سينفقها ؛للدراسة باحدى الجامعات الخاصة,على الفقراء والمساكين والمحتاجين0غي انى سأعمل لديه يا لشركة ,فى مجال الادارة
--وما لبثت ان قالتها؛حتى اسرعت منى قائلة/؛فوالله لو ان الجميع من امثال والدك مشوا على هذا الشأن.حتى وان علموا ابنائهم وبناتهم فى يا من الجامعات الخاصة؛؛؛؛لكن ما اقصده فى كلا مى هذا؛حهى النفقة هذه والتى تحدثتى عنها؛؛؛؛؛لكان الجميع قد عاش فى امن وسلام؛نظرا لما يتمتعون به من عدل اقتصادى بشكل ما؛؛يقلل من اخطار الجوع والجريمة اذن
؛؛؛؛؛؛؛؛؛ثم سالت نجلة رجل الاعمال اخرى بعد ذلك /وانتى يا منى لماذا لم تحضرين منذ فترة؟
؛؛؛فردت بداخلها.ماذا اقول؟..ثم صرحت قائلة /انتم كالاخوة؛فانا  اعشق المظهر كثيرا.لكن الوضع المالى لاسرتنا لا يسمح....ولا تسالونى باكثر من ذلك؛فانا ارى امامى كل محاضرة تتغير الرداءات بعض الشئ مع بعض الزميلات الثريات بالتاكيد؛فاحس بالفرق.وهذا يحدث لديا خجلا ما
؛؛؛؛؛فاسرعت صاحبة الرداء القيم بالرد/ يا منى لا تشغلى بالك بهذه الامور على الاطلاق؛ فكم ان ثوبك جميلا.لقد اصبح ذلك مرضا فى نفوس الكثيرين فقط لا غير؛فان كنتى تستطيعين التنويع بعض الشى.وارجوكى لا تؤاخذينى.لكنه هناك من الاسر من لا يستطيع التنويع؛فيتجهون لامور صعبة؛؛؛فاشكرى الله واحمديه على ما انتى عليه من نعمة.يا ليت الحياة طعام او شراب او لباس فقط ,انها اشياء اخرى كثيرة 0انها الراحة 0الثقة بالنفس والقدرات 0العلم النافع والجاد والجيد.. وقالتها وهى على درجة عالية من الثقة و التواضع معا
؛؛فردت منى على الفور/حمدا لله
....ثم قالت  المذكورة قبل السابقة/افلا اضرب لكى مثلا بسيطا على عدم قيمة التفاخر؟.انظرى الى  الامور الثلاثة القادمة.ثلاثة امور يحبها الله واوصى  وذكر بها.الوسطى منهما ان استطاع المرء القيام بها
؛؛؛فسالت /اذن.... فما هم؟
-----قالت على الفور/العلم والحج والموت.فالانسان يرتدى فيهم ثوبا واحدا فقط لا غير.واقصد وحيد اللون.الابيض بالفعل وان استطاع التنويع فى الامر يفشل لان اللون واحد؛فالطبيب والعالم الباحث  يرتدون هذا الثوب فى صومعاتهم لفترات طويلة.كذلك الحاج وكذلك الميت؛فوالله لو يعلم المتباهون بالمظهر قيمة التظاهر لما اهتموا...واقصد لو عرفوا قيمة الدنيا؛التى لاتسوى. لادركوا الموقف
؛؛؛فردت منى مسرعة/كم انكى متواضعة ونمطك هذا من الناس قليل جدا الان.لكن لماذا ترتدين الملابس بهذا الدرجة المفرطةوانتى تتحدثين هكذا؟
---؛؛؛؛فقالت وبكل بساطة/ يا منى انا اعرف قيمة الانسان جيدا.اذن فلا قيمة للكبرياء على الاطلاق.لقد علمتى هذا المنطق والدتى قبل ان تموت.فكانت انسانة روحانية جدا واقرب معلم للبنت والدتها وللابن والده و انا لا اطلب الشراء ولا اقدم عليه .لكن والدى هو الذى يصطحبنى للشراء.فهو يحبنى كثيرا.لانى ابنته الوحيدة. او ما تستطيعين قوله.بما تقتضى به الاحوال الاقتصادية والظروف الاسرية السائدة؛فكل ما ارتديه.ليس الا رغبة فى  احساسى بوجودى.او كعادة  وموضة الموبايل مع العامة الفقيرة الان؛فهى اصبحت عادة ومرضا بالفعل.وفى نفس الوقت؛لعلاج هولاء الانس من نقص  الاحساس بالذات، واملاء فراغهم
؛؛؛؛فردت منى متعجبه/كم انك محظوظة..يا ليتنى كنت مكانك
--وعلى الفور قالت المتحسنة الاحوال/والله لن ينتهى هذا الطبع من النساء ؛والمقصود العادة.لانى احيانا افكر فى الامر. والا كنت كاذبة واضحة المعالم...لكنى من كثرة التغيير وما انا عليه من وضع.احس وكأننى اصبت بالجنون؛فانا مفتقدة للوالدة.وجالسة ماكثة فى المنزل ليلى كنهارى بعد الرجوع من الكلية 0غير اوقات التنزهة مع الوالد والفسح والرحلات؛ما القى باحد ،لاتحدث اليه؛؛؛فانا افتقد الى امور خاصة لا يمكن وصفها.من راحة نفسية ومرح ومداعبة والتحدث الى الاخرين.ثم قالت اسألى من هى بجانبك/كم هم فى المنزل وما هى ظروفهم؟
-----على الفور اجابت المقصودة فى العبارة الاخيرة /نحن فى منزل ضيق واسرتنا كبييرة العدد جدا؟
؛؛؛فسألتهامنى/وماذا يعمل والدك؟.وعلى كم من الاجر او المرتب يحصل؟
---/لاتسألينى عن هذة الامور ارجوكى..لكن نحن اسرة مستورة الحال.وتضحى بشئ على حساب الاخر.فاخوتى من البنين.يحبون الملبس جدا.فهم لا يفكرون فى بروتين ولا خلافه.....يقولون ايسر علينا.وان كان تناول البروطين من تناول البروتين..وهى تقول العبارة الاخيرة.كانت تضحك بشدة وبكل بساطة وتعبث بحالتهم.وبعدها وعلى الفور قالت/وكل ذلك فى سبيل الملبس والتظاهر وكذلك البنات منا...ليس ذلك الامر لدينا فقط.لكن لدى ثلاثة ارباع الشعب.او من يسمون بلهجة بسيطة (الغلابه).فذلك يتم بنسبة خمسة وسبعون بالمائة وفى سرية تامة ومتناهية.وما اكثرها هذه الاسرار الان.لكن لا داعى للخجل الان؛فكل شئ واضح المعالم.ثم قالت بعدها .وبالفاظ دارجة/والله يا جماعة.انا مش صعبان عليا حالنا ولا حال امثالنا.ده مش عيب ولا حرام.داه قضاء ربنا والحمد لله على كل شئ وعلى اية احوال.لكن اللى صعبان عليا..همه الشباب.فلو كل واحد منهم يوفر من مصروفه اليومى.ايا كان موقفه.وايا كانت وظيفته.فمن مصروف الموبايل.والسجائر.او حتى من مصروف الاكل والشرب واللبس.ولو لقدر قليل للغاية.يوميا.وعملوا بيها اية مشروعات استثمارية؛انتاجية كانت او خدمية..وبواسطة خبرات ادارية وتسهيلات حكومية..لكان بامر الله.اتغير حالهم للافضل؛فلازم.لا زم.لازم ولابد...ثلاثة قالتهم على التوالى؛فرابعة بلا بد..بعصبية وغضب000القرش على القرش 0واحدة واحدة 0وبعدين كل واحد فيهم يبقى يعمل اللى هو عاوزة مادام الامر ليس به شئ عيب ولا حرام ولا يغضب ربنا اولا
؛؛؛؛؛؛فردت المتصفة بالتواضع/صدقتى .فيما قلتينه.000واذا بها بغتة تقول/انظروا الى هؤلاء الجما عة من الطلبة ,الجا لسين جوارا بذلك الركن ,وهى تشير بسبا بة يمنا ها اليهم ,قا ئلة /يبدو انهم ما ينصتون الى المحا ضر على الاطلاق 000انهم ما يلتفتون الا الينا منذ ان اجتمعوا فى هذا الركن الخلفى من المدرج ,لحظة ان  دخلوا تبا عا 000يبدوا انهم يتحدثون عنا فى صمت شديد ,فلقد احسست منهم ذلك 000واذا بجما عة الطلبة يتحركون الى النا حية التى تجلس بها الطا لبات فى المدرج ويجلسون الى خلفهم 000ولما أتوا وجلسوا ,فأ ذا بأ حدهم يقول للميسورة الحال (ابن رجل الاعمال, والمتصفة بالتواضع),بلهجة دارجة /،،،لكن انتى جا مدة قوى 0قوى 0قوى ،فلقد كررها ثلا ثة
،،،لذلك فقد ضحكت الطا لبة هى وزميلا تها الجوار ويطأ طئون  رؤو سهم الى الارض  , وا ضعات يمنا هم على فمهم ,كتمانا للضحك 000واذا بالسا بقة تر فع رأ سها وتستدير بها الى الخلف قا ئلة له/احترم نفسك يا قليل الادب0احترم نفسك
----بلهجة دارجة يرد الطالب /مقبولة منك يا جميل 000كله علشان العينين الجميلتين دول يهون
---احترم نفسك ,,,والا ،،،،فا ذا بالطالب على الفور يقول,متحدثا بنفس لهجته السا بقة فى الحوار  /والا ايه؟!000ما بلاش لا تعيرنى ولا اعيرك 0دا الهم طا يلنى وطا يلك000انتم من فترة طويلة وانتم نازلين رغي والدكتور شغال 00عادة الحريم الغريبة والا ايه؟0ما بلاش احسن اقوله انكم ما بطلتوش كلام طول المحا ضرة
---ناس بيئة 0ايه الكلام البيئة دة! 0طا يلنى وطا يلك000000واذا بصديق الطا لب ، الذى يجلس الى جواره يمسك بغتة بذراعه ، وكأ نه انذارا ، ثم  يتحدث اليه فى صوت خا فت للغاية  /انتبه يا صديقى 000ألم تعى من تكون ؟!000 يقولون ان والدهارجل اعمال كبير
0000يرد الطالب على صديقه بنفس لهجته السا بقه فى الحوار قا ئلا /ايه يعنى رجل اعمال 000ها يعملى ايه يعنى 000انا قلت الحقيقة 000ثم لما هيه بنت رجل اعمال كبير ايه اللى جا بها معانا هنا
---الله وحده الاعلم يا صديقى ،،،،،،لعل فى الامر لغزا
---بلهجة بحته فى عا ميتها رد الصديق /لغز ايه يا صا حبى 000ولا لغز ولا حا جة 000اهو كله محصل بعضه 000انت مفكر يعنى علشان هى بنت رجل اعما ل ملهاش الحق فى الدراسة هنا ولا ايه !00000ولا احنا منعزلين عنهم لا 0لا 000طاب دا انا ابن عمى ابوه دخله مسا عده شوية 000كويس يعنى000لسه مدخل ابنه هندسة خا صة السنة دى 000علشان يقولوله يا با ش مهندس فى النها ية000كله بقه  دا خل فى بعضة 000اهم شئ الوصلة الى تو صلك للو ظيفة صح 000والى اهم منها الفلوس ، لا نه بصر احة كدة بقه اكتر النا س بقت بتحلل دلو قتى وما  بتبصش للحلال والحرام 000كله بحلل لنفسه  الدل فع والمدفوع له ،الا اللى عنده ضمير واخلاق 0وفيه وصلات  ما بتعزش فلوس خا لص 00انته و حظك بقه 000يا رب تكون فهمتنى صح
---فهمتك 000فهمتك 0000ا نصت للمحا ضر ، فمن الظا هر انه ينا دى ،،،فما ذا يقول 000والى من يو جه ندا ءه؟،،،يبدو انه لك 000اقف بسرعة 0000000000 واذا بالمحا ضر يقول /المجوعة كا ملة تأ تى
،،،،،فاذا با لمجموعة تقف كا ملة وتذهب الى منصة المحا ضر، التى يلقى  المحا ضرة عليها  0واذا بهم يبرئ كل منهما نفسه وا حدا تلو الاخر ،،،فا ذا بالمحا ضر يقول /طوال المحا ضرة رغى 000لقد تحركتم وانتقلتم من مكا نكم ورأ يتكم ، فتركتكم ،،،لكنكم ما زلتم تتحدثون 000كا رنيهاتكم على الفور ،،،فا ذا بهم يخر جونها ويعطونه ايا ها ،،،ثم يقول المحا ضر لا حدهما /انت الذى كنت مشغلا للموبا يل ، كى تستمع الى الاغا نى العصرية با لموبا يل 000اعطنى اياه ،،،ثم سأ له /وما ذا تسمع ؟،،فيعطيه اياه ،فا ذا به يلقى شا شة المو با يا مكتوب عليها عبارة ( حجرين على الشيشة )،،،فيتعجب قا ئلا / يا سلام 000شيشة فى قلب المدرج 000 تفضل 0اخرج 000لا اريد ان ارى و جهك هذا اثناء تأ ديتى لمحا ضرتى مرة اخرى 00ويشير بسبا بة يمنا ه، قا ئلا /تفضل،ثم يقول /احصل على الموبايل من الامن او من ادارة الكلية فيما بعد ، عندما تتعلم الاحترام والالتزام ،،،،ثم يت وجه للآ خر ،قا ئلا /د انت ا يضا ، فما ذا على قا ئمتك اذن؟000اعطنى المو با يل ، فيعطيه ايا ه، فيبحث فى قا ئمته ، فيجد عليها عبا رة مكتوبة ( انا مش خرنج)،،،فا ذا  به يندهش قا ئلا /خرنج000تفضل يا خرنج انت  وهو 000بره 0بره000لا اريد ان ارى وجو هكم اثناء تأ ديتى لمحا ضرتى مرة اخرى000هيا الى الخارج000 الف سلامة 00000وعلى الفور يخرج الطلبة ، ثم يتو جه المحا ضر الى جمهور الطلبة والطا لبات الجلوس آ نذاك قا ئلا /عودة مرة اخرى ،،،فلنستكمل محا ضر تنا 0

.................................................................
K…………………………………………………..
------------------اتصل المازنى بعبد العزيز باشا فى مكتبه.فرد السكرتير بعد التعارف/اهلا وسهلا.كم انا سعيد اليوم بسماع صوتك
---/اشكرك كثيرا.ثم قال على الفور/الباشا موجود؟
---/باذن المولى.ساحول لك الخط على الهاتف فورا...وبالفعل فقد تم .وقبيل ان يبدا عمرو بالحوار بدا الباشا بالترحيب/اهلا يا سيد عمرو
---اهلا بك يا باشا
-- /اهلا بك ومرحبا .لقد اتصلت فى الوقت المهم؛فكنت سأتصل بك حالا.لانى اريدك فى موضوع حاص
--- /تفضل..تحت امر سيادتك
---كنت اريدك فى موضوع هام  يخصنى ...يخص شركتى بشرم الشيخ اقصد.كنت اريد معرفة الموقف المالى الحالى لها.لكن لا يصح الحديث بالهاتف؛فالامر لا يصح لنا الان الا بالذهاب فورا الى هناك.حتى تضطلع على الاوراق كاملة؛فكنت قد سمعت بعض الاقاويل ان القرى السياحية هناك تحقق ملايين اسبوعيا.بل واكثر.لكن ولدى يخطرنى بغير ذلك تماما.لكن الاهم من ذلك.فاننى اريدك فى موضوع هام جدا بالنسبة لك...ثم قال/لى صديق ياسيدى الفاضل.لديه مصنع للمواد الغذائية.والشركات لديه تحقق ارباحا بالملايين والمليارات.وعندما اخبرته بموقفك ؛فأصر التعرف عليك....استبشر خيرا؛فلك مقابلات مادية مأهولة
؛؛؛؛-فرد عمرو مصحوبا بحالة من الفرح الشديدة/اشكرك.شكرا جزيلا...وانا على  الفور ساخبر احد اصدقائى.فهو لديه مكتب على مستوى عالى من الجودة.لنقوم سويا بما يريده صديقك منى
--------واعده الباشا بعد ذلك بميعاد. سيتم فيه اللقاء بينهما بشرم الشيخ.ثم اخذ بعد ذلك يشرح له موقفه الحالى من مشاكل وهموم عمل تتراكم يوما بعد يوم واخبره بعدها انه يريد ان يقابله فى ذلك الميعاد بالتحديد؛لانه على وعد مع اصدقاءه ورفاقه من الاجانب.حتى من هم على غير الجنسية الفرنسية.الا ان المقر الرئيسى الخاص
بالعمل والاجتماعات كان بالعاصمة الفرنسية.وانه يعد نفسه للذهاب الى هناك؛لاتمام امور خاصة؛فاندهش عمرو بعدها قائلا بتعجب بعد انتهاء المكالمة/ملايين ومليارات.انا اعلم جيدا ان هناك اسر تريد الحصول على المزيد من المئات .لكنها لا تستطيع وترغب حتى فى الرؤية لهم فقط.
.................................................................
L………………………………………………………..       
----------عادت الجامعية من كليتها الى المنزل وبعدما اطرقت الباب والضغط على الجرس الكهربائى  للباب القديم؛ الذى لا يسمع من بالداخل الا بصوت خافت .وبعدما ادركتها الوالدة ؛فاسرعت بالفتح ؛؛مرحبة بها .قائلة/ اهلا يا بنيتى .حمدا لله على سلامتك.لكنها لم ترد؛فاندهشت الام وتمعنت فى النظر اليها؛فوجدتها تجرى مسرعة وهى تبكى بغزارة؛؛بقامتها الطويلة ووجهها الخمرى وردائها الجديد وحجابها  الذى ترتديه على الراس المتلائم بعض الشئ مع لون  الثوب .ناحية حجرتها؛فاسرعت ورائها سائلة/لماذا تبكين يا بنيتى؟...هل حدث لكى شيئا؟
؛؛؛فردت وهى مكثرة من الدمع/المعلم؛صاحب القهوة.لقد ضايقنى بعض الشئ.اثناء عودتى من الجامعة وراح يداعبنى بالفاظ مغضبة او ما تسمى بالمعاكسات.وله على هذا الحال فترة.لكنه اليوم.قد  ازاد فى المضا يقة بشكل كبير
؛؛؛؛؛؛فردت الام بتعجب ولهفة/ولما لم تخبرينا من قبل؛لاتخاذ موقف معه.انتظرى الى ان ياتى اخاكى.وسننظر فى الموقف.
...............................
L1……………………………………………..
-----بعد دقائق قليلة من حوار الام وابنتها.عاد ربيع للمنزل.وراحت الام ترحب به وقامت الاسرة على الفور باحضار الطعام؛فجلست الاسرة جميعها ؛لتناول الوجبة هذه والتى كانت تحتوى على الفول والفلافل والجرجير والخبز الحكومى المدعم.وما ان اقتربت الاسرة على الشبع وبعدما قامت الصغيرة؛شبعا من الطعام.اخذ الباقيين من افراد الاسرة ينظرون فى وجوه بعضهما البعض؛فاحس ربيع وكان فى الامر جديد؛فبدات الام تشرح له ما حدث؛فقام منزعجا وقال الحمد لله وخرج على الفور مسرعا منزعجا متضايقا مما حدث؛قدما الى المسجد القريب الى قهوة المعلم؛الذى كان يحرص على الصلاة به.والله وحده اعلم بموقفه.وقبيل ان يخرج اخبر الوالدة/انا ذاهبا للقاء المعلم فى المسجد...انا اعلم انه سيكون هناك بامر الله؛فالمسجد قريب منه ويصلى هناك . وما ان قالت له الام /اهدء يا بنى ولا تنزعج هكذا
....حتى رد منزعجا /وكيف ؟ .ثم  قال/انا ذاهب الان لاعرف ما هو الموقف؟. وان فى الاصل اصلى هناك غالبية الاوقات. وكنت ذاهب فى الاصل.لاصلى العشاء؛فهى تعدل نصف قيام الليل كله صلاة.
----وعلى الفور.فقد ذهب والام منزعجة للغاية عليه؛؛قائلة لابنتها/يا ليتنا شرحنا له الموقف بطريقة اخرى ،او فى وقت اخر. او ما كنا قد قلنا له شيئا نهائيا...ثم قالت/استر ها يا رب.استرها يا كريم.
----------اثناء تأدية الصلاة .حاول ربيع الاقتراب من المعلم.على قدر ما يستطيع.وبعدما فرغت الناس من الصلاة انتظر ربيع المعلم بلهفة شديدة . وبعدما قام المعلم للخروج.فلحق به ربيع وهو متكئا بعض الشئ يلقى حذاءه على الارض.وهو ينحنى بدرجة قليلة؛بجلبابة البنى اللون، وجسدة العريض ..وربيع من خلفه مباشرا؛فقال له/حرما يا معلم
؛؛؛فرد/-جمعا ان شاء الله.دون ان يعلم من هو
..ثم قال ربيع لفظة قد يكون بها شئ من الحرمة.وهو فى حالة سيئة للغاية/اتصلى يا معلم..وانت تفعل ما تفعل ببنات الناس....اما يكفيك ما تفعله بالمقهى؟
-----خرج ربيع عن اخلا قياته بعض الشئ. وحاول الامساك بالمعلم والاعتداء عليه.وحاول الشيطان الوسوسة له.لكن الناس قد احاطوا بالموقف وسيطروا على الطرفين؛فكان ربيع خارجا عن ارادته بعض الشئ  اثناء تلك اللحظة.لكنه استطاع الانتصار على الشيطان والاهتداء بعض الشئ .ولا ن حزب الشيطان هم الخاسرون.فالله برحمته اهداه..وانقسم الناس من حولهم الى فرقتين.الاولى تمسك بالمعلم.اما الثانية فتمسك ربيع وكان من بين اعضائها؛ صديق له سابق .اثناء الدراسةبالمرحلة الثانوية؛فتقرب الاخير اليه ؛فراح يقول له/اهدء يا ربيع...اهدء؛؛؛؛فعلى الفور نظر اليه ربيع مندهشا قائلا/ من هذا الذى قد عرف اسمى. وبعدما انتبه له وادركه ؛فاخذ يقبله ويرحب به قائلا/محمد عبد السلام.اهلا بك ....اين انت واين هى اراضيك؟
؛؛؛فرد المقصود/انا هنا.لكنى كنت مشغول بعض الشئ
واعقبه ربيع قائلا/لقد اشغلتنى عن المو قف واهد ئتنى بعض الشئ.فى وسط هذا الجمع
....ثم قال محمد/يا صديقى العزيز لا تدع الشيطان يسيطر عليك.وما الموقف اذن؟.وكيف حالك؟
--/الحمد لله بخير.اما المو قف ؛فسأشرحه لك حالا
----------ما لبث ان قرر المعلم الذهاب لعمله.حتى لحق به ربيع قائلا/هذه هى الفرصة الوحيدة امامك.واخر فرصة.فان فعلتها ثانية.سيكون موقفى معك سيئ للغاية
؛؛؛فأعقبه المعلم بلفظة حادة/استمع لما اقول توا.والا؛ فانت الجانى على نفسك......ثم قال/الخلاصة يا سيد ربيع.اما الدفع  الفورى بفترة سماح يوم واحد لا غير. واما الامورة..والا سأفعل ما اريد. ولقد قلت لك انت الجانى على نفسك؛؛فالدفع امامك والسجن امامك ايضا.
...............................
L2………………………………………………
------اخذ محمد يهدأ صديقه ويقوى من موقفه وعزيمته امام المعلم وراح يقول للمعلم/تفضل يا معلم الى ما انت ذاهب.لقد انتهى الامر.وبالفعل اتجه المعلم الى عمله.اما ربيع فاصطحبه صديقه الى المنزل وقال له/انت مرهق جدا ولابد وان تستريح؛فهيا بنا الى المنزل توا.وبالفعل اصطحبه فى تاكسى الى المنزل ولما وصلا واطرقا الباب؛فسمعت الام الصوت؛فادركته وقامت على الفور بالفتح.ولما ان رات الضيف الغريب نصب عينيها ؛فعرفته .ثم قالت وهى فى دهشة مما رأت/اهلا يا ولدى؛؛فكم لك من الوحشة والشوق لدينا؟.ثم قالت على الفور/لقد ازدت البيت نورا اليوم
-----الله يسترك ويطيل لكى فى العمر يا خالة.البيت منير باصحابه
-...ثم-قال ربيع بغتة/استاذنك لدقائق
---/تفضل
---------لحق ربيع بالوالدة بعدما ذهبت الى المطبخ القديم الطراز؛ليسألها.وبعدما وصل ؛فسال/ماذا لدينا من الطعام
--- /انت تعرف جيدا انه المتبقى من الفول فقط
----/اذن فلا داعى للحرج.لكن ما هو الحل الان
---اى حل؟؛؛؛؛فاجابها على الفور/اقصد. ماذا سنقدم له الان من طعام؟
----/مشروبا ما يا بنى.نحن فى وقت لا يستدعى احضار اية وجبات.وقالتها وهى تتحكى الى نفسها عن ظروف الاسرة؛فكانت تتحكى وتقول/الله اعلم بالحال؛فابقى الطابق مستور يا بنى.دون ان يدرى احد بما تقول
؛؛؛فقال ربيع بدهشة/لا يا والدتى.ساستشعر رايه.بالنزول توا؛لاصطحاب  اية وجبة سريعة,,,ولتكن بيتزا ؛؛؛؛؛فردت عليه الام متعجبة/يا بنى.ومن اين ستأتى بثمنها؛فهى تقرب فى الثمن الى ثمن اللحم الابيض؛ الذى نحضره مرتان فى الشهر..اتريد ان تخلف فى الميزانية التى تخططها؟.ارجوك لا تؤاخذنى
---لا يا والدتى العزيزة.لا تقلقى.سأحاول فدائها بقدر المستطاع لديا.اما سمعتى عن الكرم:؛ فانتى اهل له
--------------خرج ربيع الى صديقة بالصالة .فقال له/سنحضر لك الطعام حالا
---/ارجوك يا ربيع .لا تشغل بالك ولا الاسرة؛ فانا ممتلء الامعاء جدا..وللغاية.ولا احتاج لطعام ولا لشراب
؛؛؛فقال ربيع وبكل سرعة/اذا سانزل الى الشارع الان واحضر لك اى من الوجبات السريعة؛فهى خفيفة على الامعاء0وتترك مسا حة  بالجوف,,للتنفس
---/ارجوك لا تشغل بالك؛فوالله ان احضرت شيئا لما وضعته با معائى ابدا.ثم قال لفظة تعجب لها ربيع/ارجوك .لا تقول مرة اخرى مثلما قلت عن الوجبات السريعة.فهى عالية السعرات جدا جدا. ومن الممكن ان تكون احدى اسباب الامراض المستعصية الان.لقد سمعت ذلك من طبيب بالتليفاز
؛؛؛فرد ربيع على الفور/اشكرك.لقد انبهتى بامر خطير.ما كنت اعرف خطورته .
----------سأل محمد صديقه /ماذا ستفعل الان .هل ستنام؟.ان كنت ستنام فافعل اذن.اما ان كنت لا ترغب ؛فهيا معى الى سهرة بالخارج.سنقضيها على كوبرى ستانلى والكورنيش
--/-انا لم اعد ارغب فى النوم الان على الاطلاق
؛؛؛-فقال السائل مسرعا وقام ووقف فى الحال وبعدما استاذن والدة صديقه بالخروج. هو وصديقه فسمحت /اذن ؛فهيا بنا. الان.ودعنا نفرج عن انفسنا.
-------كان محمد يريد ان يعرف من صديقه اشياء عن سبب المشاجرة التى دارت بينه وبين المعلم.واخرى عن ظروفه واحواله ويحكى هو الاخر ويتحاكى معه. وبعدما اصطحبه ووصلا الى الكوبرى المضئ بالانوار طولا وعرضا من جميع الاتجاهات.واثناء رحلة المشى على الاقدام.راح محمد يستدرجه ليعرف ما بداخله وراح ربيع يحكى له الاوضاع وكم انها سيئة للغاية.كما حكى له عن وظيفته الاولى وانه كان يعمل عامل للنظافة.كما حكى له عن موضوع المعلم بالتفصيل.وما لبث ان انتهى.حتى قال محمد/لا تحمل هما ؛فوالله لن يسدد اقساط المعلم  من احد سواي
----لم اجد ردا لاقوله لك.ولا الفاظا تليق بمكانتك لاشكرك بها-.ولم اعد اعرف .ماذا اقول؟
----لا تقل شيئا ؛فنحن اخوة واكثر من ذلك بكثير؛؛؛فهل نسيت ايام الثانوية العامة؟
---لا. لم انساها ابدا؛فما اجملها الطفولة وانت تصعد للصبى. واعلا ها شانا واحبها ؛قدما الى الثلاثين من العمر.وما اكثرها طلبا فى العودة الى ما بعد الثلاثين  وحتى الاربعين من العمر. وما اسوءها الكهولة  وحتى الستين.وما اسعدها بالراحة.اتعسها بالكبر؛طلبا فى عودة الامور المستحيلة الحدوث والتكرار؛فتلك اذن شريعة الله فى الحياة.
---------وراحا بعد ذلك يتذكرا بعضا من المواقف التى حدثت لهم فى الصبى؛فاخذا يضحكا عليها بشدة..ثم اخذ محمد يقول بعدها/يا صديقى لا تحمل هما ؛فالحياه لا تسوى كل ذلك.فهى ايام معدودة نعيشها عليها وسنرحل
؛؛؛؛فاسرع ربيع بالرد منزعجا/يا صديقى ماذا تقول انا اعلم ما تقوله.لكن الحياة طالبة للسعى.وانا لم اجد السبل امامى.واهم شئ السبل.التسهيلات.فماذا افعل وانا لا اجد من يساعدنى لانى فقير..ااقتل نفسى؟
-لا.حاش لله يا صديقى.ثم قال بتعجب /الحالة بهذة الدرجة؟
---واكثر مما تتصور؛؛فانا افكر احيانا فى بيع الاجزةالكهربية بالمنزل.وهى اجهزة قديمة الطراز.او حتى اقلل من التيار الكهربائى الواصل اليها.واوقفها كثيرا من الوقت؛فماذا كانوا يفعلون اجدادنا؟.فانا ادفع فواتير مياة وكهرباءعالية القيمة .والله اعلم بما هو قادم.فمن الممكن ان تكون هناك ضريبة رؤوس فيما بعد؛فانا لم اعد اشغل عندى .الا التليفاز
----------اهتدء محمد بعض الشئ .ثم قال/وما الذى دفعك للعمل كعامل نظافة وانت على هذه الدرجة العلمية؟
؛؛؛فرد بكل هدوء وبساطة/يا صديقى العزيز..نظافة بالهندسة ارحم بكثير من نظافة بالطب؛؛فما اخشاه ان يصل الامر الي ذلك بعد سنوات من الدراسة,بحثا عن العمل بأية طريقة ممكنة
----؛؛؛-فتساءل الصديق متعجبا/بهذه الدرجة؟
-----واكثر بكثير.ثم ساله/الم تعد تعيش معنا فى وطن واحد؟..واين كنت الفترة السابقة الطويلة بعد التخرج؟
----ما كنت اتصور الموقف بهذه الدرجة؛فانا كنت مشغول جدا بمزرعة والدى.والكائنة ببلدته التى ولد بها,طيلة سنوات سا بقة ,قبيل ان اتفرغ للعمل السيا سى  .ولم اعد اشغل بالى بشئ سواها على الاطلاق؛فهو اوصانى عليها قبل ان يعار بالخارج
--؛؛؛-فساله ربيع على الفور/وماذا تعمل الان  بجا نبها  0أما لك من وظيفة اخرى؟
----انا متفرغ لادارة حقول والدى وللسيا سة وكفى ,فاعمل,بأ ما نة شباب الحزب الوطنى الديمقراطى بالاسكندرية..هل تريد ان استخرج لك كارنيها  او بطاقة عضوية.للاشتراك به.انك سوف تحصل على مزايا عدة..رحلات..مؤتمرات..وخلافه.وسأساعدك على ذلك
؛؛؛؛فرد عليه مندهشا منهارا بالنفس/ارجوك يا محمد لا ثكثر من اعبائى؛؛فانا لا احتاج الى عضوية .لا بالوطنى ولا بالمعارضة.ولا باليمين ولا باليسار؛فانا احتاج وبشدة الى كارنيه اقتصادى،اجتماعى ،اسرى ،مالى اقصد بكل هولاء..ثم قال لفظ دارج/انا احتاج لشئ اكل بيه .انا والاسرة.ولو عيش وملح.ثم قال بكل بساطة ولوم وتعفف ,لصديقه/يا صديقى الانسان خلق اضعف جسدا منه نفسا والعكس؛فالانسان فى اى مكان على وجه الارض يحتاج اولا الى الحاجات الاساسية .ثم اطلب ما تريد منه بعد ذلك لك وله من حاجات ثانوية.اما سمعت عن هرمية مازلو.ونظريات علماء النفس .عن الحاجة؟0أما درستها من قبل؟
----بالتاكيد .لقد سمعت عنها بعض الشئ ودرست,.فانت على حق يا  صديقى؛؛فلابد من التكافل من قبل ذوى المال والخبرة لكل من يحتاج الي ما يمتلكونه فى كل امر من امور المجتمع.لتقليص امور.ولو لبعض الشئ.,,فانا لا انكر ذلك وابذل قصارى جهدى مع من اعرفهم
...ثم قال له ربيع ثانية بنفس حالة العبارة السابقة/انا كنت اظن منك ان تقول شئ يفيدنى؛ فالسياسة هذه للمتفرغ فقط.كامثالك والذى لا يحمل لامور المعيشة هما.هذا غير انها تحتاج لتفرغ سياسى.ارجوك لا تبتئس لما اقول
----لا .لا ؛فقل ما تريد.فنحن اصدقاء واخوة..ثم ساله/أما اخبرت احدا من افراد اسرتك بما تشغله من وظيفة؟
-----على الاطلاق؛فان اخبرت احدىاختيا؛فستخبر الاخرى.وستخبران الوالدة وستحمل اعبائى وهمومى فوق كاهلها .حتى بالتفكير؛فهذا هو قلب الام.وهى عندها الطغط وسيرتفع لديها اذا علمت .وان اعالجها على نفقة الدولة؛فان حدث لهاشئ مفاجئ لا قدر الله؛فانا غير قادرماليا لادخالها المصحة ؛فقررت بان اخبرهم بانى اعمل فى نطاق تعليمى الجامعى؛لاختصر الطريق امام الطرفين .ثم قال له بلهفة/ستقلق الاسرة عليا كثيرا.اذن ؛فهيا بنا الان. واصطحبه بالفعل للمنزل مشيا على الاقدام.
.................................................................
M………………………………………………………
-------------ذهب المازنى الى مدينة شرم الشيخ ؛طبقا للميعاد المحدد مسبقا بينه وبين الباشا .وكان يعلم جيدا المكان الذى سيقابله فيه؛فكان بالقرب من السوق التجارى .حيث مقر الشركة الرئيسى. وقبيل ان يقف عمرو بسيارته امام المقر .قابله الباشا انذاك امام المقر.فكانت سيارة الباشا المرسيدس تقف الى الامام من سيارة المازنى ؛فما لبث ان خرجا كل من سيارته .حتى اقبلا متعانقين متبادلين بالتقبيل والمصافحة وبغته وعلى الفور وجدا سياره فخمة اللون والهيئة تقف امامهم وكانت من  النوع(bmw)وممن يعرف تصميمها  باسم سبور كار او سيارة سبور.ولها فتحة بالسقف.كان صاحبها قد ارتكنها الى الجوار من احدى الاخرتين .على الفور .بعدما لمحهما.واقفل الكاسيت الذى كان مطلق بالصوت الى اخره.لمطربين من الزمن الحالى وكانت اغانى شبابية ليس لها معنى على الاطلاق.فاقترب الباشا الى السيارة بعدما راوده الشك فى صاحب السيارة الذى يعزم الخروج منها دون ان يعلم من امامه ؛فلو كان يعلم لكان قد اخذ طريقا اخر؛ هربا مما امامه؛؛فكان بالفعل الابن الطائش الذى يرتدى سلسه فضية اللون برقبته؛وزى مكون من تيشيرت ، وبنطالا من الجينس ؛مرسوم عليهما اشكال غريبة للغاية...اما شعره فكان مسوى ومصفف على النظام اسبايكى؛؛فما ان نظر اليه من بعد قريب جدا .حتى اقبل عليه مسرعا وقبضه بين يديه وهو فى حالة من الدهشة والانهيار وقال له بصوت عالى. جذب اليه نظر المارين بالطريق/لماذا خرجت من المقر هذه اللحظة يا كلب ؟..انا كنت اعلم انك خائب وتتغيب كثيرا عن الشركة..بالتاكيد انك كنت مع اصدقائق الفاسدين من امثالك. ولا يصح لك ادارة شركة مثل هذه ابدا.لا انت ...ولا الكثيرين.من اصحاب الفكر الفاسد من
امثالك...على الاطلاق ؛فانا كنت مغفلا عندما وضعتك فى منصبك هذا.لكن انت حر؛فهذه هى اموالك.كلها لك ..لانك الوريث الوحيد......وبعدها .دون فواصل او تدخل من احد..وبعد دقيقة توقف عن الكلام
؛؛؛؛؛؛؛؛فقال/اذن؛فها هى تركتى.كلها لك؛فانت الوريث الوحيد وانت الجانى على نفسك. وراح بعدها  ينصحة برفق./يا بنى انت املى الوحيد فلى الحياة وفلذة كبدى.ارجوك انتبه للعمل اولا.ثم افعل ما تريدة من رغبات فى لقاء الاصدقاء الصالحين والضحك والمرح.لا السهر والبزغ .فانا لا امنعك.انت حر وانت الجانى على روحك.لكن اهم شئ عندى الان هو العمل.ثم قال/الفلوس دى فلوسك .والمال مالك؛فحافظ عليه.ارجوك يا ولدى.ارجوك.
--اخذ المازنى يهدء الباشا وقام بابعاد وسحب الابن عنه وجذبه اليه؛فأذدادت حدة الازمة لدى الباشا وراح يقول امثالك يحتاجون الى قدوة صالحة..او نظام صارم او عسكرى؛؛فالعيب منا نحن كأباء.ليس منكم على الاطلاق؛فنحن نقدم لكم النقود والمحافظ والشركات على طبق من ذهب..اشياء لم تحملوا هما ولاجهدا فى الحصول عليها؛فنحن المتهمون كأباء؛فلابد ان نلقيكم فى صحراء او واد غير ذى زرع ونساعدكم بعض الشئ بالخبرة والتخطيط وانتم تحملون على كاهلكم المتبقى من الامور اللازمة للعمل.فنحن لابد وان نحاسب انفسنا اولا.فوالله لو لم تكن وريثى الوحيد.لكنت قد تعاملت معك بموقف اخر.وتحولت لانسان اخر.على غير هذه الصورة والعادة.فلابد ان يفتقد حنان الابوة هنا بعض الشئ.لكنى قلت لك انت الجانى على نفسك..وقال فى نفسه/هذه هى نقطة ضعفنا الوحيدة.انهم ابنا ئنا،وانهم فاسدون.اذن؛فلا بد وان تبدا التربية والتعليم منذ الصغر والنشئ.لا فى هذه المرحلة العمرية على الاطلاق.وذلك من  اجل التعود.وبث الفضائل والاعتماد على النفس  منذالصغر.وطلب الباشا بعد ذلك من المازنى الصعود معه لاعلى  المقر الادارى للشركات  للنظر والاطلاع على قوائم الشركة المالية.
................................
M1……………………………………………………….
--صعد المازنى ومعه الباشا ونجله على الفور الى اعلى وبعدما قرر الوالد الحصول على القوائم من الابن ؛فتحير الابن وقتها وكانه قد غرق فى بحور من الحيرة واخذ يتلاعب امام الوالد بالحديث والحركات التمثيلية.ليخفى موقفه.لكنه قد فشل ؛فاصر بعدها الوالد على ضرورة حضور القوائم حالا وقام بالنداء على السكرتيرة وكذلك المحاسبين و العاملين المسئولين بالشركة وبعدما عاملهم بشدة فى التحدث وعدم اللين والحماقة الشديدة؛فلم يجدوا جميعهم سبيلا للهرب.واعترفوا جميعا بان الابن يدبر الامر معهم فى سرية تامة ؛؛للتزوير فى اوراق الشركة وعندما علم الاب بذلك ؛فانهار بعض الشى واندهش وامسك بنجله قابضا بيديه على كتفيه .اثناء ما كانا وجها لوجه ..وراح يقول بصوت عالى/اين الاموال التى اخذتها؟.وعلى اى شى انفقتها؟
---؛؛؛-فرد وهو بحالة من الزعر /سأشرح لك الموقف بالتفصيل...انا اخذت من الشركة خمسمائة الف جنية فقط لاغير؛؛فانا احتاج لامور ضرورية اثناء اللقاء بالصحبة.اكل ،شرب،عزائم،ولوازم شبابية.
---؛؛؛؛؛؛؛فاعقبه الاب بكل حماقة ودهشة/نصف مليون جنية وتقول لى فقط.هذه ليست ضروريات.لكنها ثانويات تافهة وبلاقيمة
..ثم تدخل المازنى فى الحوار على الفور مندهشا/نصف مليون جنية..ثم اتجه للباشا وقال له /ارجوك ياباشا.لاتلومه؛فهناك من امثاله الكثيرين.ولا اقصد العمر.وانما الفعل..ثم قال بتعجب شديد/فكم من الاموال تنفق سنويا.بل شهرياواسبوعيا.بل ويومياعلى امور من هذا القبيل.امور فارغة.على الهواتف المحمولة. والتسالى.والوجبات السريعة.والسهر الليلى فى الملاهى الليلية وخلافه.حتى من شخصيات هامة .لها وزنها بالدولة.وليس المقصود بمسئولى الحكومات او اصحاب الاعمال والاثرياءفقط. وكذلك الموظف الذى يتخذ سلطته للضغط على بعض الفقراء والاميين .وانما المطربين والمشهورين و الا شخاص اللامعين.ليس فى مصر فقط وانما فى العالم باسره.الا القليلين الحذرين منهم وذوى الخلق؛فكم ينفقون من اموال.من الممكن .بل وبالفعل..ان تكون فرجا من الله على فقراء العالم والاعمال الخيرية؛فكم هى ناقصة  الاخيرة ومحتاجة للاموال....ثم اخذ يساله سؤالا عجيبا وغريبا؛؛؛؛؛؛فقال------------
--/هل تتصور ان يكون مصيرهم من الله كامثال الفقراء؟..وهل تتصور انها نفس طريقة الحساب؟
---؛؛؛؛فرد الباشا متحيرا ومتعجبا /انت تسأل سؤالا صعبا للغاية..ارجوك لا تفكر فى مثل هذا الامر مرة اخرى..وراح يقول استغفر الله..ثم نصحه بالاستغفار.وقال له بعدها/الله لا يغفل عن شئ ابدا
----حقا..ثم اخذ يقول استغفر الله.وراح يقول فى نفسه/من الواضح ان الباشا على مستوى عالى جدا من الخلق وصفات التدين...رغم ان الحقيقة غير ذلك تماما؛فكان يعمل فى امور لا ترضى الله .ولا اى من البشر.ومن يقوم بها ؛فهو ليس من البشر فى شئ.ويقصد العقل البشرى.لا باقى الجسد الواضح المعالم؛فكانت امور دنيئة مثل اصحابها.وهى شغله وظائف ادارية ارهابية عالمية بالخارج.تعمل فى سرية تامة.دون ان يعلم عنها احد..ثم صمت بعض الشى وبعدها راح يساله/ لماذا لم تفكر فى الانجاب مرة اخرى؟.فاسرع بعدها بالرد عليه/يا سيد ربيع .اصحاب الاعمال من امثالى .اصبح ما يشغل بالهم الان فقط.ليس الا المال والاعمال؛فانت تقول لى الان الانجاب مرة اخرى.فامثالنا واحد او اثنين  من الابناءفقط لا غير.وكان لزوجتى الجانب الاكبر من القرار.فالفكر الغربى اصبح مبرمجا على ذلك بدرجة عالية؛؛فهذه ليست الازمة.لكن الازمة الحقيقية.هى ان الفقراء هم اللذين ينجبون بكثرة.خاصة فى مصر.اما اصحاب السلطة والمال ينجبون عدد قليل ومحدود للغاية.
.................................................................
N……………………………………………………..
--------------اتصل احد اصدقاء الباشا على الفور من الاسكندرية.اثناء وجودة بشرم الشيخ.وكان ذلك الرجل هو الراغب فى مقابلة المازنى على الفور.للتعرف عليه والكسب من خبراته ومهاراته واخبره بضرورة حضوره على الفور؛لان احدا من اصدقائهم قدحدثت له حالة وفاة لوالده بغتة؛فاسرع الباشا وطلب من المازنى واقنعه بضرورة الذهاب معه على الفور الى الاسكندرية.وقبيل ان يستعدا للتحرك راح الباشا يقول لنجله بصوت عالى /لن انصحك مرة اخرى.فانت المسئول عن جميع تصرفاتك.ثم دخل المازنى على الفور فى الحوار/هل سأتى معك الان.ام فى وقت اخر.....وهل من ضرورة لحضورى؟
------؛؛بالتاكيد؛؛فهذه هى فرصتك الوحيدة.فالصديق الذى حدثتك عنه قد حضر الان هناك وهو الذى كان معى على الهاتف الان.فلابد من حضورك.سيكون هناك شخصيات هامة وسأعرفك بهم ؛فهذه جنازة والد سليمان بك بركات.
----ومن يكون سليمان بك بركات؟..وماذا يعمل؟
-----ومن الذى لا يعرف سليمان بك بركات؟؛فقالها وهو مبتسم الوجه..ثم قال/هو عضوا بمجلس الشعب يا سيد عمرو.وصديق حميم لى منذ فترة طويلة .عندما كنا بالمرحلة الثانوية..ثم قال/اذن فلا داعى للتاخير.وبالفعل ذهبا على الفور.متجهيين الى الاسكندرية بسيارتيهما.
...............................
N1………………………………………………
-----------------اتجه الباشا والمازنى الى الاسكندرية على الفور.وبعدما وصلا الى المكان الذى حصل الباشا على عنوانه من الصديق اثناء المكالمة التى تمت بينهما. وبعدما وصلا الى الا مام البعيد ؛القريب البعد من وجه الشيخ؛الغليظ الصوت،المائل الى الحدة بعض الشئ ؛؛؛الذى كان يقرا القرأن وصوته يسمع من بالخارج بشدة..وكأنه دويا.وكان واجب العذاء يؤدى بالقرب من المسجد الذى شيعت به.وهو مسجد المرسى ابو العباس.وكان سليمان باشا يقف ويقابل الناس ويصافحهم على راس الجماعة المتراصة ,للا ستقبال, من اهل المتوفى.وبعدما دخل الباشا والرفيق الذى كان معه انذاك؛فراح سليمان باشا.الذى كان يقرب الى الاربعينيات من عمره و يرتدى بدلة قيمة.. يقبله ويصافحه . وكذلك الرفيق .وظل واقفا امامه لمدة ثلاثة دقائق.فتغيرت تعبيرات وجه  البا شا بعض الشئ بعد التصافح.وكذلك الرفيق.لكنه بسرعة شديدة قد فارقه.فحتى فى اوقات التعاذى قد تتواجد الفوارق  وقد يتواجد النفاق والله اعلم وارحم بما كان فى نفس الشخص ؛الذى قد جاء الباشا ومن معه من اجله..وهو يرى شخصا غريب عليه لا ول مره.
---------اتجه الباشا ورفيقه الى الامام .حيث الشيخ المحنك الذى كان يقرا القران ويجوده؛فما ان جلسا حتى رايا امامهما
الشخص الذى كان يريد مقابلة المازنى. وما ا ن راهما .حتى قام مسرعا على الفور واصطحب بيديه الشخصين الاخرين للخارج.فاندهش الحاضرون.واقبل على نجل المتوفى واستاذنه/بعد اذنك ؛فعبد العزيز بك لم يعد يستريح.حتى من طيلة المشوار؛فكان بشرم الشيخ منذ ساعات واخبرته ؛فاتى على الفور.لكنا لدينا موضوع هام الان ولا بد من النظر فيه....استاذنك وارجوك لا تبتئس منا من هذا الموقف...فما ان قال له كذلك حتى اسرع بالقول/لاشئ قد حدث واستجد. ولا مانع من الخروج ..وانا؛ فلن ابتئس منكم ابدا .واخذ يبكى على الفور بغزارة؛فساله /لماذا تبكى..فهذا اجله ولكل منا اجله؟؛؛؛فلا تبكى على امور مفروغ من عودتها
----لا يا سيدى الفاضل.لقد فهمت موقفى بشكل اخر؛فانا لم اعد ابكى على الوالد مطلقا...ثم اخذ يقول على الفور بكل بساطة وهدوء. فى مخرج الصوت من فمه/يا سيدى الوالد قد اخذ نصيبه من الدنيا وانتهى امره
-----؛؛؛؛فتحير الاخرسائلا /اذن .فعلى اى شئ تبكى؟
----انا ابكى على نفسى ..على موقفى ..على خيبة املى؛فجميع الناس اللذين لم اقم بخدمتهم ولا حتى النظر فى وجههم.قد اتوا  لتعذيتى والوقوف بجانبى.اما اللذين خدمتهم عين الخدمة فلم ياتوا ولم ينظروا فى وجههى.او حتى يقومون بمحادثتى عبر الهاتف.فكم كنت مغفلا معهم
؛؛؛؛فساله ثانية/ومن منهم لم ياتى؟
----كم اضرب لك مثلا ..انهم كثيرين.فمنهم الحاج نظيم العمدة؛؛فقال له على الفور/هذه مواقف تعلمك دروسا عده....ثم قالوا الثلاثة معا فى انفاس متداخلة /نستاذنك
----------------------------------------------- ------تفضلوا.تفضلوا اذن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق